رحبت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك مساء اليوم الاثنين باتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في العشرين من مايو/أيار الجاري لمدة خمسة أيام إضافية.
وتصاعدت حدة الاشتباكات بين طرفي النزاع في مناطق عدة من الخرطوم قبل ساعات من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الاثنين، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من فرار أكثر من مليون شخص من البلاد بسبب الصراع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية قصفت مواقع لقوات الدعم السريع حول جسر الحلفايا، بالخرطوم بحري، كما أفاد بسماع دوي انفجارات وأصوات أسلحة ثقيلة، جنوبي العاصمة.
وقصف الطيران الحربي مواقع للدعم السريع بمنطقة شرق النيل التي ردت بدورها بالمضادات الأرضية.
وتنقضي مساء اليوم الاثنين مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة أميركية سعودية، في حين تتواصل انتهاكات الطرفين للهدنة التي تتزايد الدعوات لتمديدها، ويتبادل طرفا النزاع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين.
ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم، والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب وانقطاعات في الكهرباء والاتصالات.
ويطالب الوسطاء من الولايات المتحدة والسعودية، طرفي النزاع في السودان بـ"تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن أمس الأحد.
وتأتي الدعوات إلى التمديد وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بانضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي.
وقال مصدر بالجيش السوداني للجزيرة إن خروج قوات الدعم السريع من المنازل والمستشفيات شرط رئيسي للتفاوض لتمديد الهدنة.
أوضاع متدهورة بدارفور
وفي إقليم دارفور غربي البلاد تزداد الأوضاع تدهورا، إذ كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على تويتر "يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف "أدت موجات القتال المتكررة خلال الأيام الماضية في الفاشر، شمال دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن مقتل المئات ونزوح 1.4 مليون شخص داخليا، ولجوء نحو 350 ألفا آخرين إلى دول الجوار.
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
تحذير أممي
في السياق نفسه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الاثنين، إن التقديرات التي تشير إلى احتمال فرار زهاء مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ربما تكون متحفظة، محذرا من أن الصراع هناك ينذر بتزايد عمليات تهريب البشر وانتشار الأسلحة في منطقة "هشة".
وأضاف غراندي في مقابلة في العاصمة المصرية القاهرة، بعد زيارة للحدود مع السودان، أن المفوضية توقعت في وقت سابق مغادرة نحو 800 ألف سوداني و200 ألف شخص من جنسيات أخرى السودان على مدى 6 أشهر، مشيرا إلى أن هذا التوقع، بالوصول إلى هذه الأرقام المرتفعة في الأشهر القليلة المقبلة "ربما يكون متحفظا.. في البداية لم أكن أعتقد أن ذلك سيتحقق، لكنني الآن بدأت أشعر بالقلق".
وتابع أن انهيار القانون والنظام في السودان "ومسارعة الكثيرين للرحيل" سيوفران أرضا خصبة للاتجار بالبشر، بينما من الممكن أن تهدد الأسلحة التي يجري تداولها عبر الحدود بوقوع مزيد من العنف.
ومن بين الدول المتاخمة للسودان جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا، وكلها تأثرت بصراعات داخلها في الآونة الأخيرة.
(الجزيرة + وكالات)