أصيب عشرات الفلسطينيين، مساء اليوم الأربعاء، بالاختناق وبجروح خلال تصدي أهالي قرية برقة شمال نابلس شمالي الضفة الغربية لهجوم المستوطنين على منازل الأهالي.
وأكد الناشط في برقة ضرار ابو عمر لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرات المستوطنين هاجموا منازل الأهالي في المنطقة الغربية من برقة، ما أدى لتكسير نوافذ عشرة منازل وحرق حظيرة (بركس)، لكن الأهالي تصدوا لهم، فتدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي لحمايتهم، واندلعت مواجهات بين الأهالي من جهة والمستوطنين وجيش الاحتلال من جهة أخرى.
وأشار أبو عمر إلى أنّ المستوطنين وقوات الاحتلال أطلقوا الرصاص على الاهالي، ما أوقع عدة إصابات بجروح والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
وأشار أبو عمر إلى أنّ هجوم المستوطنين على برقة كان بشراسة اليوم، حيث يأتي بعد أيام من دعم حكومي لعودتهم إلى مستوطنة "حومش" المقامة على اراضي برقة، والتي انطلقوا منها مساء اليوم، بتنفيذ هجومهم على القرية.
بدوره، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل في تصريح صحافي، أنّ طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين بشظايا الرصاص الحي في برقة واحدة لرجل فلسطيني يبلغ من العمر 52 عاماً شظايا بالأرجل وجرى نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، وأخرى ليد رجل تم علاجه ميدانياً.
في هذه الأثناء، دان الاتحاد الأوروبي، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السماح للمستوطنين بإقامة وجود دائم في البؤرة الاستيطانية "حومش" بالضفة الغربية المحتلة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الأربعاء، عن قلقه البالغ إزاء هذه الخطوة، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن هذا القرار، وقراراتها التي اتخذتها في 17 مايو/ أيار، لدفع خطط أكثر من 600 وحدة استيطانية في المستوطنات القائمة والجديدة في الضفة.
وأضاف أنّ المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتقوّض قابلية حل الدولتين للحياة، مشدداً على أن مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب تتعارض مع الجهود المبذولة لتهدئة التوترات على الأرض.
وندد الاتحاد بشدة بعنف المستوطنين، معبراً عن صدمته إزاء إجبار 172 مواطناً، بينهم 78 طفلاً في عين سامية شرق رام الله، على مغادرة منازلهم، نتيجة لهجمات المستوطنين المتكررة وأوامر الهدم، داعياً إسرائيل إلى ضمان المساءلة.
في حين، قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، إن أراضي بلدة سبسطية شمال نابلس هي أراض فلسطينية محتلة بمجملها، وللفلسطينيين الحق في البقاء فيها.
جاء ذلك خلال زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، إلى سبسطية للاطلاع على ما تتعرض له البلدة وقرية برقة شمال غرب نابلس من انتهاكات إسرائيلية، خاصة للمناطق الأثرية.
وأضاف بورغسدورف: "زرت هذا الموقع قبل سنوات، ويضم آثاراً تاريخية وحضارية، وللأسف بعد كل هذه السنوات، أصبح الوضع أكثر سوءاً، وهناك الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع المحلي في سبسطية جراء الآثار المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "نحن هنا لنحمل رسالة واحدة، رسالة البشرية والإنسانية، ووجودنا معكم والدور الذي تقومون به للمحافظة على هذا الإرث والموروث الثقافي والإنساني هو رسالة للبشرية بالمجمل، نحن معكم وندعم حقكم في المحافظة على هذا الموروث الثقافي".
وشدد بورغسدورف على الوقوف "مع المواطن الفلسطيني في كل ما يواجهه في جميع المناطق، بغض النظر عن التسميات، وكلها محتلة وللمواطن الفلسطيني الحق في البقاء فيها".
وأكد أنّ "سبسطية أرض فلسطينية، وأن إسرائيل بموجب القانون الدولي ملزمة بعدم القيام بأي إجراء مخالف"، لافتاً إلى أنّ "أية إجراءات ومخططات إسرائيلية تتم فيها هي مخالفة للقانون الدولي".
وأوضح أنّ "شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بحد ذاته، وكذلك للقانون الدولي، وأنّ الاستيطان بكل أشكاله مخالف أيضاً".
ودعا بورغسدورف "إسرائيل إلى التوقف عن مثل هذه الإجراءات والقرارات وعن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوض بالنسبة إلينا، وأنّ إسرائيل كقوة احتلال عليها حماية الفلسطيني من هذه الإجراءات".
كما زار الوفد بلدة برقة المجاورة، والتي أكد فيها بورغسدورف أنّ "ما يحدث في البلدة غير مقبول من كل النواحي، نحن هنا للاطلاع على ما يجري، ونطالب بأفعال لمواجهة الظلم الذي يحدث على الأرض، ومن المهم توثيق ما يجري وإيصال الرسالة إلى العالم، وما يدور عبر الإعلام، ونحن سنوصل الرسالة إلى العواصم الأوروبية".
من جانب آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء اليوم الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية زبوبا غرب جنين شمالي الضفة الغربية، علماً بأنّ عدداً من الفلسطينيين أصيبوا الليلة الماضية بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، بمواجهات مع قوات الاحتلال في زبوبا.
من جانبها، أكدت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحافي، أنّها "اشتبكت مساء اليوم مع قوات الاحتلال على حاجز سالم الاحتلالي المقام غرب جنين، واستهدفته بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص وتمكن مقاتلوها من الانسحاب من المكان بسلام".
الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عشرة فلسطينيين من مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
في شأن آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، "فيلا" سياحية في بلدة الظاهرية جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وهدمت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، بركساً لتربية الأغنام في مدينة بيت جالا، غرب بيت لحم جنوبي الضفة، بينما فككت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، كشكاً تجارياً في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم.
وهدمت بلدية الاحتلال في القدس، اليوم، منزلاً في القدس المحتلة، كما جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أرضاً وهدمت سوراً في القدس.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني عشر على التوالي، إغلاق مدخلي قرية المغير شرق رام الله وسط الضفة.
وحطمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، محتويات محل تجاري في مخيم الجلزون شمال رام الله، وسرقت منه مبلغاً مالياً.
واقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية عند أبوابه وساحاته.
(العربي الجديد)