عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس يعانق الحرية بعد 40 عاماً في سجون الاحتلال

[ الأسير المحرر كريم يونس بين وفود المهنئين (الأناضول) ]

أفرجت سلطات الاحتلال، صباح  الخميس، عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس (66 عاماً).
 
وقد تواصل يونس مع عائلته هاتفياً وأبلغها بإطلاق سراحه، علما بأنه سيزور أولاً ضريحي والدته صبحية يونس ووالده يونس.
 
وولد كريم يونس في بلدة عرعرة في الداخل الفلسطيني، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958. وقد اعتُقل في السادس من يناير/ كانون الثاني 1983، وحُكم عليه بالسجن المؤبّد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي".
 
وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً" ليونس، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عاماً.
 
وكان يونس طالباً في الهندسة الميكانيكية في جامعة بن غوريون بالنقب وعمره لم يتجاوز 23 عاماً عندما اعتقله الاحتلال، ثم صار لاحقا أحد رموز الحركة الأسيرة بعد رفضه كلّ المساومات والتمييز بين الأسرى.
ابتهاج
وعقب الافراج عن "كريم" ازدانت قرية عارة في منطقة المثلث بالداخل الفلسطيني المحتل، ابتهاجاً بابنها عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس. وعمت الفرحة والرقص والزغاريد أنحاء القرية ترحيباً بعودة يونس إلى بيته.
 
وغصت الخيمة، التي أقيمت قرب بيت يونس في عارة لاستقبال المهنئين، بالوفود من الجولان السوري المحتل ونابلس والقدس والمثلث والنقب والجليل والضفة ووفد لجنة المتابعة للداخل الفلسطيني. والتقى يونس برفاقه الأسرى المحررين، وجميعهم كانوا أمضوا معه وقتاً داخل زنزانته خلال أسرهم، ويقولون عنه القائد والمعلم والمدرس، هكذا كان دور يونس الأبرز على مدار 40 عاماً في الأسر.
 
وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت، عصر الخميس، خيمة كريم يونس، ومنعت المجتمعين من إقامة مسيرة في عارة، كان من المقرر أن تنطلق من المسجد وتجول في شوارع القرية.
 
وقال كريم يونس لـ"العربي الجديد": "لا عصابات سموتريتش ولا بن غفير تخيفنا وتثنينا، بل ستعمق من وحدتنا إن شاء الله. ترسم لنا خريطة طريق العودة إلى وحدتنا، لدحر هذا الاحتلال وكنسه من أرضنا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. نحن على يقين بأننا لن نستسلم ولن نرفع الراية إلا بعد دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".
 
وعن الحركة الأسيرة وأوضاعها اليوم، قال يونس: "أنا خرجت من السجن، وبالتأكيد تفوح مني رائحة الأسرى ورائحة السجن، ستبقى تفوح مني طول حياتي، وأتمنى أن تنتهي قضية الأسرى مرة وإلى الأبد قريباً، أنا على يقين من أن الأسرى سيخضون معركة الكرامة، سيخوضون معركة كبيرة جداً سيكون عنوانها "الحرية إن شاء الله" وستكون أكبر من عام 2017. سيكون عنوانها الحرية لاستنهاض أبناء شعبنا في كافة أماكن وجوده، هم متأكدون من التفاف أبناء شعبنا حولهم، وبالتالي ستتحول هذه إلى معركة تحرير إن شاء الله".
 
واعتبر الأسرى المحررون أن إطلاق سراح كريم يونس بعد 40 عاماً هو فشل للحركة الوطنية الفلسطينية، وقال الأسير المحرر مخلص برغال، من اللد، الذي أطلق سراحه بصفقة شاليط، لـ"العربي الجديد": "هذا يوم فرح وليس يوم إنجاز، تحرره بعد 40 سنة هذا يسجل بصفحة أداء سيئ للحركة الوطنية بالعموم وللحركة الثورية. لكن اليوم هو يوم فرح وعرس فلسطيني، وكل أملنا أن تعم هذه الفرحة وأن يتحرر كل الأسرى. هذا فشل للحركة الوطنية وللحركة والإنسانية جمعاء أن مئات الأسرى يمكثوا بالسجون الإسرائيلية والاحتلال والظلم عشرات السنين، من دون أن يأخذوا حقهم في الحرية، وهم أصلاً ضحوا من أجلها في سبيل القضية الوطنية المقدسة".
 
وتحدث الأسير المحرر علي عمرية، من قرية إبطن قضاء حيفا، وأطلق سراحه بصفقة الجندي شاليط، لـ"العربي الجديد": "كريم يونس ليس إنسانا عاديا، ليس لأنه قضى 40 سنة في الأسر فقط، بل بسبب شخصيته القيادية التي ظهرت منذ بداية الاعتقال، هناك أجيال رباها كريم داخل الأسر".
 
من جهته، قال منير منصور، رئيس الحركة الأسيرة بالداخل الفلسطيني وأسير محرر، لـ"العربي الجديد": "يوم تاريخي فلسطيني، حيث نستقبل وأبرز قادة الحركة الوطنية الأسير كريم يونس، هي فترة زمنية غير مسبوقة في العصر الحديث، لم نشهد مثل هذه الحالة. يخرج شامخاً قوياً، فوجئت بإلمامه بالرغم من أنه غاب عن هذا المكان 40 عاماً. يتفاعل مع الناس ويفرح معهم، كريم هو ممثل الحركة الأسيرة الفلسطينية، سيحمل هم الأسرى كما حمل الهم الوطني الفلسطيني. وهو يحظى بإجماع فصائلي شعبي وفلسطيني".
 
 
المصدر: العربي الجديد

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر