اعتقلت سلطات الاحتلال -اليوم الثلاثاء- منفذ تفجيري القدس، وقمعت مظاهرة قرب حاجز قلنديا للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء، كما اعتدت الشرطة على أهالي بلدة سلوان في القدس، بعد حملة اعتقالات بأنحاء الضفة الغربية.
وأعلن جهاز المخابرات الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) اعتقال منفذ تفجيري القدس، اللذين وقعا في 23 من الشهر الماضي، وتسبّبا في مقتل مستوطنين اثنين، وإصابة أكثر من 20 شخصًا.
وقال بيان للشرطة الإسرائيلية إن الشاب يدعى إسلام فروخ، وهو مهندس يبلغ من العمر 26 عامًا، ويسكن في بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، وقد اعتقل بعد أيام عدة من تنفيذ التفجيرين، وأفضت التحقيقات معه لاعترافه بأنه عمل على صناعة القنبلتين.
ومع أنه دون خلفية أمنية سابقة، قالت الشرطة الإسرائيلية إن فروخ عمل تحت "أيديولوجية سلفية جهادية" متطابقة مع تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه نفذ الهجوم بشكل منفرد.
مظاهرات متفرقة
في تطور آخر، أطلقت قوات الاحتلال قرب حاجز قلنديا شمالي القدس في الضفة الغربية قنابل الغاز المدمعة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مظاهرة نظمها فلسطينيون، للتنديد باحتجاز إسرائيل لجثامين الشهداء الفلسطينيين، وللمطالبة بتسليمها.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) أن المواجهات أدت إلى إصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، وجرت معالجتهم ميدانيًا، بينما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 11 فلسطينيًا.
وكانت المظاهرة، التي دعا إليها نادي الأسير الفلسطيني وفعاليات وطنية وإسلامية في رام الله والبيرة، قد انطلقت من أمام مدخل مخيم الأمعري للاجئين وسط مدينة رام الله، وتوجّهت إلى حاجز قلنديا العسكري.
وشارك في المظاهرة عائلات شهداء، ومن ضمنهم: والدة الشهيد ناصر أبو حميد الذي تحتجز إسرائيل جثمانه، بعد أن توفي مؤخرًا في مستشفى تابع لسجن إسرائيلي؛ بسبب الإهمال الطبي.
وفي الوقت نفسه، نظّمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة مظاهرة ووقفة تضامنية قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمطالبة بالإفراج عن الجثامين المحتجزة لدى إسرائيل.
كما شهدت مدينة بيت لحم (جنوب الضفة) وقفة أمام كنيسة المهد تطالب بالإفراج عن الجثامين المحتجزة، في حين دعت فصائل سياسية ومؤسسات حقوقية إلى وقفة وسط مدينة الخليل مساء اليوم.
ونقلت الأناضول عن الناطق الإعلامي باسم نادي الأسير أمجد النجار قوله، إن وقفات ومسيرات اليوم تأتي انتصارًا لعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم، وتنظم في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله وطولكرم.
وأضاف النجار أن المسيرات تهدف إلى "تحريك الشارع الفلسطيني، بعد إخفاق الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والصليب الأحمر، في الإفراج عن الأسرى المرضى وآخرهم ناصر أبو حميد".
وتؤكد "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" أن عدد الجثامين المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام يبلغ 118 جثمانًا لفلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ عام 2015، إضافة إلى 256 جثمانًا محتجزًا في مقابر الأرقام منذ بدء الاحتلال عام 1967.
و"مقابر الأرقام" هي مدافن يسيرة محاطة بالحجارة دون شواهد، ومثبّت فوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقمًا باسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.
مداهمات واعتقالات
من ناحية أخرى، أصيب 5 فلسطينيين بجروح واعتقل 6 آخرون، خلال تصديهم لمحاولة استيلاء مستوطنين على قطعة أرض في حي وادي حلوة، في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وتعود ملكية الأرض لبطريركية الروم الأرثوذوكس، وهي مؤجرة لعائلة فلسطينية، والتي تفاجأت -اليوم- باقتحام المستوطنين وقوات الشرطة للأرض، وبدء العمل على تسييجها وإغلاق مداخلها.
وأكدت مصادر في مجلس الكنائس العالمي في القدس أن المستوطنين استولوا على هذه الأرض بغير حق.
وفي وقت سابق اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية أكثر من 20 فلسطينيًا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة إن حملة الاعتقالات التي تمت الليلة الماضية وفجر اليوم، تركزت في بلدة سلواد شرقي رام الله، حيث اعتُقل 13 شابًا.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، وسلمت بلاغًا لابنه لتسليم نفسه، وعاثت خرابًا في المنزل.
وشملت حملة الاعتقالات بلدة جبع في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، بالإضافة إلى مناطق في مدينة نابلس، وجرى نقل المعتقلين إلى مراكز التوقيف للتحقيق معهم في قضايا تتعلق بمقاومة الاحتلال.
(الجزيرة نت)