أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، أنه "لن تكون هناك محاولة لاجتياح تايوان"، في ظل قلق دولي من أن الصين قد تستغل التوترات الدولية والحرب الروسية على أوكرانيا لتنفيذ تهديداتها بشأن الجزيرة الخاضعة للحكم الديمقراطي.
وأجرت الصين مناورات حربية بالقرب من الجزيرة في أغسطس بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي تايبه، وواصلت منذ ذلك الحين الأنشطة العسكرية القريبة منها.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي، بعد لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ، على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، إنه أعرب عن معارضته لأعمال بكين العدائية ضد تايوان.
وأضاف: "اتفقت مع الرئيس الصيني على وضع قواعد وظروف محددة للتعامل مع القضايا بين بلدينا"، مشددا على أنه أكد للرئيس الصيني "أننا نسعى لإدارة التنافس بيننا، وعلى حل الخلافات سلميا".
وأشار بايدن إلى أن اجتماعه مع شي استمر 3 ساعات ونصف، تباحثا فيها بشأن كثير من الملفات: "تحدثنا عن الكثير من القضايا، وكان صريحا معي، وتأكدنا بأننا نفهم بعضنا بعضا (..) قلقي الكبير أن يكون هناك سوء فهم للتصرفات".
وقال: "حددنا فرق العمل من مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع لاستكمال التواصل مع الصينيين"، مشيرا إلى أنه "لا ضمانة بألا تكون هناك خلافات خلال المباحثات الأميركية الصينية، لكنه شدد على أنه "يجب أن لا يتحول التنافس مع الصين إلى صراع".
وأكد بايدن أنه والرئيس الصين اتفقا على رفض تهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
وأشار بايدن إلى أنه أوصل رسالة لكوريا الشمالية عبر الرئيس الصيني، بأن الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها في كوريا الجنوبية واليابان.
وقال بايدن: "من الصعب أن نقول بأن الصين يمكن أن تسيطر على كوريا الشمالية، لكنني أوضحت للرئيس الصيني أن على عاتقه واجب والتزام بأنه غير مسموح لكوريا الشمالية بإجراء اختبارات طويلة المدى لصواريخ نووية، وأنه سيكون هناك رد، وأننا سندافع عن حلفائنا".
للمرة الأولى بعد أن أصبح جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، يلتقي الرئيس الأمريكي نظيره الصيني شي جينبينغ في إندونيسيا. وتسعى واشنطن إلى وضع "أُطُر وضوابط" للعلاقات مع بكين التي تتطلع في المقابل إلى عودة تلك العلاقات إلى سابق عهدها.
ويأتي لقاء بايدن وجينبينغ في وقت تتنافس فيه الدولتان صاحبتا أضخم اقتصادين في العالم على الصدارة الدولية.
وتشتد المنافسة بين القوتين مع تنامي النفوذ الصيني وإظهار بكين مزيدا من الإصرار على تغيير النظام العالمي ذي القيادة الأمريكية والسائد منذ الحرب العالمية الثانية.
ووصل الرئيس الصيني إلى بالي بعد منتصف يوم الاثنين، في ثاني رحلة له خارج بلاده منذ تفشّي الوباء.
وفي أثناء زيارة قصيرة إلى كمبوديا، قال الرئيس الأمريكي لنظرائه الآسيويين إنه أراد ضمان عدم تحوّل المنافسة مع الصين إلى صراع.
ويتوقع مراقبون أن يدفع بايدن الصين إلى الضغط على حليفتها كوريا الشمالية، وذلك بعد إجراء الأخيرة عددا قياسيا من التجارب الصاروخية، وسط مخاوف من إقدام بيونغ يانغ على إجراء تجربتها النووية السابعة.
وترغب بكين من واشنطن أن "تتعاون مع الصين"، بحسب تعبير المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، التي دعت الولايات المتحدة إلى "مراعاة الاختلافات على نحو مناسب، وتعزيز التعاون المفيد للجانبين، وإلى تجنّب سوء الفهم وسوء التقدير من أجل إعادة العلاقات الأمريكية-الصينية إلى سابق عهدها وتحقيق نمو صحيّ ومستقرّ".
وسبق لـ بايدن وشي الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس خمس مرات منذ تولي بايدن مهام الرئاسة. لكن المرة الأخيرة التي التقى فيها شي وجها لوجه رئيسا أمريكيا كانت في عام 2019 عندما كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ويأتي لقاء بايدن-شي بعد أن أمّن الأخير منصبه في زعامة الحزب الشيوعي الصيني لولاية ثالثة تاريخية. كما يأتي اللقاء بعد تحقيق الديمقراطيين بقيادة بايدن نتائج أفضل من المتوقعة في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.
وتردّت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها بعد زيارة إلى تايوان قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي. وهي الزيارة التي أثارت غضب بكين.
المصدر: وكالات + بي بي سي