أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، مساء الأحد، الاشتباه في تنفيذ امرأة للتفجير الذي هزّ شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول، مخلفا ستة قتلى و81 مصابا، جروح اثنين منهم بالغة.
وصرح نائب الرئيس التركي للصحافيين: "نعتبر ما جرى اعتداء إرهابيا نتج عن قيام مهاجم، امرأة، بتفجير قنبلة وفق المعلومات الأولية".
بدوره، قال وزير العدل بكر بوزداغ، في حوار مع قناة "A"، إن "امرأة جلست على مقعد في المنطقة لمدة 40-45 دقيقة، وبعد أن نهضت وذهبت بفترة قصيرة حصل الانفجار، وحاليا يتم البحث عن كافة المعلومات المتعلقة بالمرأة". وأضاف: "ليس لدينا معلومات عن اسمها الآن، وتجري عملية تدقيق التسجيلات لملاحقتها".
وشدد بوزداغ: "نقيّم الأمر على أنه عمل إرهابي، ونبحث في أمر أي منظمة إرهابية تقف وراءه، ولا توجد في مسرح التفجير سوى عدة قطع كدلائل".
وفي مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول قبيل سفره للمشاركة في قمة دول العشرين بإندونيسيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم شهد اليوم هجوماً مسلحاً، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى".
ولفت إلى أن "القوى الأمنية ستعمل على إنزال العقوبة المستحقة على منفذي الهجوم، وأن الجهود مستمرة من أجل الكشف عن الفاعلين ومن يقف وراءهم".
ورداً على سؤال إن كان الهجوم إرهابياً، أجاب أردوغان: "القول حالياً إن الهجوم هو إرهابي بشكل مؤكد يعتبر خطأ، ولكن بحسب المعلومات الواردة من والي إسطنبول علي يرلي كايا، فإنها تشير إلى وجود شبهة بأنه هجوم إرهابي، وأن الحراك هناك يشير إلى أن المهاجمة هي امرأة، وبعد التحقق من الفيديوهات سنعلن القرار النهائي من التحقيقات حول الحادثة".
وحصل الانفجار بُعيد الساعة 16,00 (13,00 ت. غ.)، في وقت كان فيه حشد المارة كثيفاً في شارع الاستقلال، حسب ما أفادت القناة التلفزيونية التركية.
وأظهرت لقطات نشرتها القناة انتشار فرق الإغاثة والشرطة في المكان الذي أُخلي من المارّة.
وفي صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول لحظة وقوع الانفجار، تبدو ألسنة لهب من بعيد بعد دوي انفجار، وسط حالة ذعر بين المارّة.
وتظهر أيضاً مساحة سوداء كبيرة في هذه الصور، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص الممددين على الأرض في مكان قريب.
وقال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إن المتاجر أغلقت والشارع مغلق. وتعد المنطقة حيوية، ويقصدها يومياً عشرات آلاف السائحين والزائرين.
ومنذ سنوات، لم تشهد إسطنبول هجمات مسلحة، بعد أن شهدت في فترة 2015-2016 عدة هجمات مسلحة، أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، واتهمت الحكومة تنظيم "داعش" وحزب "العمال الكردستاني" وتنظيمات يسارية بالوقوف خلفها.
ويعد هجوم استهدف مقهى في منطقة أورطا كوي السياحية ليلة رأس السنة، في الأول من كانون الثاني/يناير من العام 2017، من آخر الهجمات المسلحة التي استهدفت مدينة إسطنبول، ونفذه أحد عناصر تنظيم "داعش"، حيث سقط بالهجوم 39 شخصا من بينهم عدد كبير من السياح الأجانب المحتفلين برأس السنة.
وشهد محيط ملعب نادي بشكتاش الشهير بإسطنبول، في 10 كانون الأول/ديسمبر من العام 2016، هجوما من أكبر الهجمات المسلحة الدموية التي استهدفت المدينة، حيث قتل 49 شخصاً، وأصيب أكثر من 150 آخرين، ونفذه انتحاريان، واتهم حزب "العمال الكردستاني" بالوقوف خلفه.
كما شهدت منطقة السلطان أحمد السياحية الحيوية هجوما مسلحا عبر انتحاري استهدف سياحا في 12 كانون الثاني/يناير من العام 2016، وأدى لمقتل 11 شخصا وجرح 15 أغلبهم سياح، وتبنى تنظيم "داعش" العملية.
وفي العام نفسه، استهدف هجوم آخر مطار أتاتورك الدولي في 28 يونيو/حزيران، نفذه عدد من عناصر "داعش"، وأسفر عن مقتل 45 شخصاً وجرح 236 آخرين، وشهدت مدن أخرى في عموم تركيا هجمات مسلحة في الفترة الزمنية نفسها.
(العربي الجديد)