قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في مقابلة مع الجزيرة، اليوم الثلاثاء، إن العمل بالاتفاقية الخاصة بالحبوب التي وُقّعت أخيرا في إسطنبول بدأ فعلا، وسيُعلن قريبا عن مغادرة أول سفينة من الموانئ الأوكرانية.
وأضاف أكار أن السفن المحملة بالحبوب ستبحر في البحر الأسود باتجاه إسطنبول في طريق آمن، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قدمت دعمها منذ بداية المباحثات.
وأوضح أن أنقرة تعمل على وضع خطة آمنة لنقل الحبوب، وأن السفن ستخضع للتفتيش داخل الموانئ الأوكرانية، مشيرا إلى أن ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة يعملون لإخراج أول سفينة من موانئ أوكرانيا.
وقال أكار إن ممثلين عن تركيا والأمم المتحدة سيشهدون تفتيش السفن في أوكرانيا، موضحا أن الأوكرانيين سيدلّونهم على الممرات الآمنة من الألغام لخروج السفن.
كذلك قال وزير الدفاع التركي للجزيرة إنه لا توجد عقبات حاليا أمام اتفاقية الحبوب، وإن أنقرة تتوقع أن تفي الدول بالتزاماتها، مشيرا إلى أن العمل باتفاقية الحبوب سيستمر 120 يوما، وإذا لم يعترض عليها أحد سيستمر العمل بها.
وكشف أكار عن أن بلاده تعمل على أن تُتْبع اتفاقية الحبوب باتفاقية مشابهة لنقل الوقود، تسهم في حل الأزمة العالمية، مؤكدا أن تركيا تدفع دوما من أجل هدنة إنسانية بين روسيا وأوكرانيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال -أمس الاثنين- إن أنقرة تنتظر من كل الأطراف الالتزام باتفاقية نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، والتصرف وفق المسؤوليات التي أخذتها على عاتقها.
وأكد أردوغان -في تصريحات صحفية- أن تنفيذ الخطة بنجاح سيؤدي إلى البدء بتخفيف آثار الأزمة الغذائية العالمية، وعبّر عن رغبة تركيا في تجنب التصرفات المخالفة لنص اتفاقية إسطنبول وروحها، محذرا من تأثير الفشل على جميع الأطراف.
وكانت روسيا وأوكرانيا وقّعتا الجمعة الماضية في إسطنبول، بوساطة تركية ورعاية أممية، اتفاقية لتأمين إخراج ملايين الأطنان من الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
ويسري الاتفاق 120 يوما قابلة للتمديد، ويسمح بتصدير بين 20 و25 مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا.
استعدادات سرّية
وفي السياق نفسه، قال وزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف إنه يترقب استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية غدا الأربعاء من ميناء "تشيرنومورسك" في مقاطعة أوديسا جنوبي البلاد.
وأضاف كوبراكوف أن بلاده ستوقف صادرات الحبوب لدى رصد أي تهديدات روسية لخط سير السفن في البحر الأسود.
وكان القصف الروسي الذي استهدف ميناء أدويسا قبل أيام أثار شكوكا حول إمكانية تنفيذ اتفاقية إسطنبول التي حددت 3 موانئ أوكرانية يفترض أن يكون تصدير الحبوب من خلالها.
من جهتها، قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن الاستعدادات في موانئ أوديسا لبدء التصدير تسير على نحو جيد، لكنها أكدت أن تلك الاستعدادات تبقى تحت غطاء من السرّية تحسبا لاستهداف محتمل من القوات الروسية للموانئ والمنشآت الأوكرانية.
في الجانب الآخر، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مركز التنسيق المشترك الخاص باتفاقية تصدير الحبوب بدأ عمله في إسطنبول.
وقالت الوزارة إن الوفد الروسي سيصل إلى تركيا لبدء العمل جنبا إلى جنب مع تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، إن موسكو تتخذ الخطوات كافة لإعادة تصدير الحبوب إلى العالم.
(الجزيرة)