قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقرير له بأن ملف حل الدولتين أغلق بشكل كامل بعد مخطط استيطاني هو الأكبر والأخطر على الإطلاق في حال إقراره وبدء تطبيقه.
وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن مخطط لإقامة "حديقة وطنية" تابعة للمستوطنات في الضفة الغربية على مساحة تصل إلى مليون دونم بين القدس وبيت لحم والبحر الميت. ومن المعروف أن مجلس "يشع" للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة كان يضغط بقوة في هذا الاتجاه للحيلولة دون إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية إلى الأبد، بحسب وكالة معا الإخبارية.
وقال التقرير "تم الأسبوع الماضي كشف النقاب عن أكبر مشروع سطو لصوصي على أراض فلسطينية بين القدس والبحر الميت بهدف معلن يدعي إقامة متنزه بين القدس والبحر الميت وهدف آخر مضمر بهدف ترسيم وضع المنطقة الواسعة تحت تصرف المخططات الاستيطانية على اعتبار أن المنطقة أصبحت منطقة نفوذ للمستوطنات. مشروع المتنزه في إطار المخطط الاستيطاني يقوم على مصادرة مليون دونم بين القدس المحتلة والبحر الميت، ومن شأنه أن يغير وجه المنطقة الواقعة بين القدس المحتلة والبحر الميت بذريعة تحويلها لمحمية طبيعية".
وتابع: "بحسب تفاصيل المخطط الجديد فإن الحديقة الاستيطانية الكبرى سوف تمتد من مستوطنة "كوخاف هشاحر" شرق رام الله لتصل منطقة الهيروديون شرق بيت لحم. مشروع الحديقة الاستيطانية في حال تنفيذه هو في المحصلة أخطر من مشروع التمدد الاستيطاني قي المنطقة المسماة (E 1) وهو مفصل بشكل محكم ليفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها ووسطها".
أما التداعيات السياسية لهذه الخطوة فهي واضحة تماما فمنذ عقود يطالب اليمين الإسرائيلي بالبناء الاستيطاني في المنطقة E1 بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، ويأتي هذا المخطط الجديد لسد الفجوة بين المنطقتين وإغلاق ملف ما يسمى حل الدولتين.
ويشمل المخطط إقامة مراكز سياحية في المنطقة، ومطاعم متحركة وشبكة فنادق شمال البحر الميت ومركز معلومات مشترك. وعلى الرغم من أن المخطط ما زال أوليًا، إلا أنه يُعتبر استراتيجيًا في محتواه السياسي. ويعمل التجمع الاستيطاني للبحث عن شركاء لدعم المشروع ودفع حكومة الاحتلال لتبنيه.
وعلى صعيد آخر قال التقرير "إن بلدية الاحتلال بدأت في القدس بتنفيذ المرحلة الأولى من مخطط تهويدي جديد يستهدف تقطيع أوصال القدس الشرقية المحتلة، ضمن ما تطلق عليه هذه البلدية مشروع "مركز المدينة" الذي أعدته وزارة الداخلية الإسرائيلية قبل نحو 20 عامًا. يمتد المشروع على مساحة نحو 700 دونم، قرب شارع عثمان بن عفان من الشمال، حتى شارع المقدسي من الشرق: بهدف تحديد سياسات البناء فيها وتغيير هويتها. ويبدأ المخطط التهويدي الجديد من شارع الأنبياء الذي يقع في الجزء الغربي من القدس، ويتصل بباب العامود وشارع السلطان سليمان وصولا إلى شارع صلاح الدين الأيوبي، ويهدف لربط القدس الغربية بالقدس الشرقية ضمن مخطط ما يسمى "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل".
ويتضمن المخطط الكثير من اليافطات باللغة العبرية داخل المنطقة المستهدفة، بهدف "عبرنة" المنطقة والشوارع. وقد رصدت بلدية الاحتلال مبلغ 600 مليون شيكل لتنفيذ ما تسميه أعمالا تطويرية في وقت بدأ تنفيذ المرحلة الأولى بالفعل، فيما تخطط البلدية لاستكمال المراحل الأخرى خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسابيع".
(القدس العربي)