دافع البيت الأبيض عن خطط الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن لقاء محتمل مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على الرغم من تقارير سابقة للاستخبارات الأمريكية أفادت بأنه أمر بقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
وقالت المتحدثة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين "عندما يأتي وقت هذه الجولة، التي تضم زيارة إسرائيل والسعودية، ستكون في سياق إنجازات مهمة للشعب الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت: "إذا قرر (بايدن) أنه في إطار مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع زعيم أجنبي، وأن مثل هذه المشاركة يمكن أن تحقق نتائج، فعندئذ سيفعل ذلك".
وقالت جان بيير إن السعودية "كانت شريكة استراتيجية للولايات المتحدة على مدار نحو 80 عاما، ومن دون شك ثمة مصالح مهمة متداخلة" معها.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه على الرغم من عدم تأكيد زيارة بايدن للسعودية حتى الآن، إلا أن الزيارة المتوقعة ستخدم المصالح الوطنية الأمريكية، بغض النظر عن تورط ولي العهد السعودي، البالغ من العمر 36 عاما، في مقتل خاشقجي عام 2018، الذي كان يعمل صحفيا في الواشنطن بوست.
وكانت هناك تكهنات أن بايدن سيقوم بأول زيارة له بوصفه رئيسا للولايات المتحدة لكل من إسرائيل والسعودية خلال نفس الفترة، كما يزور ألمانيا وإسبانيا لحضور قمتي مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي هذا الشهر.
وفي ظل موجة الانتقادات التي تحدثت عن تراجع بايدن عن تعهده السابق بمعاملة السعودية على أنها "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي، رفض البيت الأبيض تأكيد هذه التقارير.
كما ذكرت تقارير إعلامية أمريكية، في وقت لاحق، أن الجولة تأجلت، ربما إلى يوليو/تموز.
ولم تؤكد جان بيير ذلك لكنها نفت أن تكون الإدارة قد غيرت خططها.
وقالت "الناس يسألون عما إذا كانت (الزيارة) قد تأجلت. الرئيس قال بنفسه... توجد زيارة قيد الإعداد. لكن لم يتغير موعدها أو تتأجل. هذه التقارير لم تكن دقيقة".
وأضافت أن جولة يونيو/حزيران "كانت قيد الدراسة لكنها لم تستبعد على الإطلاق".
تأتي تهدئة حدة التوتر في العلاقات مع السعودية بعد فترة وجيزة من استجابة المملكة، المحافظة للغاية، لاثنين من أولويات بايدن من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط، الأمر الذي قد يساعد في ضبط أسعار الطاقة العالمية المرتفعة، والمساعدة في تمديد الهدنة في حرب اليمن.
ومن المتوقع أيضا على نطاق واسع أن يسافر بايدن إلى إسرائيل، إذ من المؤكد، كما هو الحال في السعودية، أنه سيواجه أسئلة محددة تتعلق بالدبلوماسية الأمريكية البطيئة الخطى تجاه خصم البلدين، إيران.
وكان بايدن، الذي يتفاخر بأنه نصير للديمقراطية ضد الأنظمة الاستبدادية، قد قرر إعادة تقييم العلاقات الأمريكية القوية مع الرياض، مع التركيز بشكل أكبر على حقوق الإنسان.
بيد أن أسعار الغاز المرتفعة، بسبب أزمات سلسلة التوريد التي تفاقمت نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا، فضلا عن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، أذكت غضب الأمريكيين كما أدت إلى تراجع شعبية بايدن.
وتسعى إدارة بايدن إلى إقناع السعودية بزيادة إنتاجها النفطي على أمل أن تساعد تلك الخطوة في تخفيف نقص الإمدادات وخفض الأسعار في محطات التوزيع.
(بي بي سي)