أقرّت ما تسمى اللجنة المحلية للتنظيم والبناء الإسرائيلية مشروع بناء 820 وحدة استيطانية جديدة في منطقتين جنوب البلدة القديمة في القدس المحتلة، ضمن مخطط "القدس الكبرى" الذي يستهدف قضم مساحة واسعة من أراضي الضفة الغربية، وتحويل القدس إلى مركز مديني ضخم خاضع لسيطرة الاحتلال.
ويتوزع المشروع على منطقتين: الأولى محطة القطار العثماني حيث ستبنى 130 وحدة استيطانية، والثانية منطقة الولجة - القطمون على امتداد الخط الأخضر مع الضفة الغربية، وذلك بغرض توسيع المستوطنات في جنوب المدينة.
ويتضمن المشروع هدم مبنى القطار العثماني، الذي هدمت سلطات الاحتلال أجزاء كبيرة منه بالفعل في السابق، وإنشاء مبنيين جديدين على أنقاضه.
وفي الشق الثاني من المشروع، سيتم هدم مبنى يضم 24 شقة قديمة واستبداله بمبنيين ضخمين من 25 طابقًا يضمان 200 وحدة استيطانية وروضة أطفال.
ويدفع هذا المشروع الاستيطاني قدمًا خطة الاحتلال لمسح المنطقة الفاصلة بين الأراضي المحتلة عام 1948، والأراضي المحتلة عام 1967، علمًا أن الأخيرة تعتبر بموجب قرار الأمم المتحدة 242 أراضي فلسطينية.
ويندرج ذلك ضمن مشروع "القدس الكبرى" الذي تعمل عليه إسرائيل منذ سنوات، ومن شأنه أن ينتهي بعزل الضفة تمامًا عن القدس، مع قضم ما نسبته 11% من أراضيها.
وأدانت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، مصادقة الاحتلال الصهيوني على المشروع الاستيطاني الجديد، واعتبرتها "محاولة يائسة لبسط السيطرة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة وطمس معالمها وتهويدها".
وأكد القانوع أنَّ "هذا المشروع الاستيطاني التوسعيّ يعدُّ انتهاكاً صارخاً لكلّ القوانين الدولية، التي لا ينصاع لها الاحتلال، ما يستدعي إدانته ورفضه، والتحرّك الجاد لوقف تغوّل الاحتلال على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية".
وشدد على أنَّ "توسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال، واستدامة المواجهات في كل مدن ومخيمات الضفة المحتلة كفيل بردع الاحتلال، ووقفه عند حدّه، وإنهاء عدوانه على شعبنا".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الجمعة، "بأشد العبارات"، قرار الاحتلال الإسرائيلي المصادقة على مشروع بناء 820 وحدة استيطانية جديدة، واعتبرت ذلك "جزءًا لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني وإغراقها في محيط استيطاني ضخم مرتبط بالعمق الإسرائيلي".
وحمّلت "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التوسع الاستيطاني ونتائجه وتداعياته على ساحة الصراع باعتباره تصعيدا خطيرا يهدد بتفجير الأوضاع برمتها".
(العربي الجديد)