أردوغان: أكثر من مليون لاجئ سوري في تركيا يرغبون في العودة لبلدهم طواعيةً 

[ لاجئون سوريون (رويترز) ]

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 9 مايو/أيار 2022، إن الدراسات تُظهر أن عدد اللاجئين السوريين المستعدين للعودة الطوعية من تركيا إلى بلادهم أكثر من مليون بكثير. 

جاء ذلك في خطاب موجه للشعب عقب ترؤسه اجتماع الحكومة بالمجمع الرئاسي بأنقرة، وأضاف: "لا يساور أحداً الشك في أن عدد السوريين ببلادنا سينخفض إلى مستويات معقولة كلما وفرنا الإمكانات اللازمة للعودة الطوعية". 

في الوقت نفسه لفت إلى أن تركيا تعمل على إنشاء 200 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من منظمات إغاثية دولية، ومضى قائلاً: "دراسات مؤسساتنا تُظهر أن عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية (إلى سوريا) أكثر من مليون بكثير". 

في سياق ذي صلة، لفت أردوغان إلى أن نحو مليون عراقي لجأوا إلى تركيا إبان حرب الخليج وعاد كلهم تقريباً إلى منازلهم، وأشار إلى استقبال تركيا نحو 4 ملايين سوري إثر بدء الاضطرابات الداخلية في بلادهم.  

في حين لفت إلى أن قرابة 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق التي جعلتها تركيا آمنة بمحاذاة حدودها، كما أشار إلى أن تركيا تبذل ما بوسعها لإبقاء نحو 4 ملايين سوري في الأماكن التي يوجدون فيها وعلى رأسها إدلب بدعم من منظمات إغاثية دولية. 

من ناحية أخرى، ذكر أن استمرار التوتر في إدلب وغياب الأمن والأمان بمناطق أخرى حالا دون انخفاض عدد السوريين في تركيا بشكل ملحوظ، وأشار إلى أنه كان اقترح على الزعماء المشاركين في قمة العشرين بأنطاليا التركية عام 2015، بناء مدن بسوريا، من شأنها إيواء مليون شخص. 

كما أعرب عن أسفه لعدم إبداء الدول الغربية على وجه الخصوص الدعم لذلك المشروع، الذي كان من الممكن تنفيذه بمبلغ أقل بكثير من الأموال التي تنفقها تلك الدول لإبقاء اللاجئين بعيداً عن حدودها، ولفت إلى أن تركيا اضطرت إلى تحمّل الجزء الأكبر من هذا العبء سواء داخل حدودها أو ضمن الأراضي السورية.  
 

التصدير لزيادة أسعار العقارات

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه أردوغان، الإثنين، عن بضعة إجراءات للتصدي لزيادات حادة في أسعار العقارات، بينما يواجه السكان صعوبة في العثور على مساكن بأسعار معقولة للإيجار أو الشراء بعد أزمة العملة العام الماضي. 

حيث قفزت أسعار المساكن في تركيا على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية، يغذيها تضخم وصل إلى 70% في أبريل/نيسان، وضعف العملة المحلية وأيضاً تزايد السكان المحليين، إضافة إلى تدفق مطرد للمهاجرين. 

متحدثاً بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قال أردوغان إن قروضاً رخيصة للإسكان ستقدَّم إلى أولئك الذين يحوّلون مدخراتهم بالعملة الأجنبية إلى الليرة أو يبيعون ما لديهم من ذهب إلى البنك المركزي للاستخدام في شراء مساكن تصل قيمتها إلى مليوني ليرة. 

في حين تحث أنقرة الأفراد والشركات على تحويل مدخراتهم بالعملة الأجنبية إلى الليرة في أعقاب أزمة العملة التي أثارتها سلسلة تخفيضات غير تقليدية في أسعار الفائدة أشرف عليها أردوغان، وقال أردوغان إن الإجراء بشأن قروض المساكن سيدعم مسعاه للارتداد عن اتجاه مستمر منذ سنوات نحو الدولرة. 

كما أضاف أن حكومته "تهدف إلى استكمال مشاريع قيد التشييد وزيادة المعروض من المساكن في الأجل القصير، وبالتالي دفع الأسعار نحو الاستقرار. وساعدت طفرة في التشييد في قيادة النمو الاقتصادي بتركيا منذ تولي أردوغان السلطة قبل نحو 20 عاماً". 
 

لن يتم طرد السوريين

تأتي تصريحات أردوغان، عن السوريين، استكمالاً لما قاله الإثنين 9 مايو/أيار 2022: إن بلاده لن تطرد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، وذلك في كلمة خلال فعالية بمناسبة الذكرى الـ32 لتأسيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد". 

حيث قال أردوغان: "نحن أبناء ثقافة تدرك جيداً معنى المهاجرين والأنصار"، وأضاف: "بإمكان اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم متى أرادوا، أما نحن فلن نطردهم من بلادنا أبداً"، وشدد على أن أبواب تركيا مفتوحة للسوريين، مضيفاً: "سنواصل استضافتهم ولن نرميهم في أحضان القتلة".  

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد كشف الثلاثاء 3 مايو/أيار 2022، عن تحضير أنقرة لمشروع يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى بلادهم، إذ لفت الرئيس أردوغان إلى أن نحو 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول. 

وسبق أن حذّرت مسؤولة أممية، مجلس الأمن الدولي من أن تتحول سوريا إلى "قضية منسية"، وأكدت ضرورة تمديد المساعدات العابرة للحدود في يوليو/تموز المقبل. 

جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن انعقدت الإثنين 2 مايو/أيار 2022، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية للأزمة السورية. 
 

(الأناضول) 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر