تحدث مسؤولون أميركيون عن رصد تحركات عسكرية روسية لبدء غزو أوكرانيا، وتبادلت كييف والانفصاليون الاتهامات بالقصف الذي أدى إلى سقوط ضحايا من الطرفين، في حين دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ونقلت قناة "إن بي سي" (NBC) عن مسؤولين أميركيين أن تحركات ميدانية تشير إلى تنفيذ العسكريين الروس أوامر ببدء عملية واسعة ضد أوكرانيا.
كما ذكرت قناة "سي بي إس" (CBS) أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية بأن القوات الروسية تلقت أوامر بالمضي في غزو أوكرانيا.
ونقلت قناة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤول أميركي أن التقييم الاستخباري يشير إلى أن 75% من القوات التقليدية الروسية في وضعية هجومية ضد أوكرانيا، وأن نحو 120 من إجمالي 160 كتيبة تكتيكية روسية تتمركز على بعد 60 كيلومترا من الحدود.
ونقلت القناة أيضا عن مسؤولين أميركيين أن عدد القوات الروسية والانفصالية يمكن أن يصل إلى 190 ألف جندي، وأن هناك 500 طائرة مقاتلة وقاذفة حول أوكرانيا، بالإضافة إلى 50 قاذفة ذات قنابل متوسطة إلى ثقيلة.
وذكرت "سي إن إن" أن التقييم الاستخباري يؤكد أن عدد القوات الروسية يفوق القوات العسكرية الأوكرانية بشكل كبير.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه رصد 134 قطعة من المعدات العسكرية الروسية في الجزء الخاضع للانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك.
في المقابل، قال السفير الروسي في واشنطن إنه "لا يوجد غزو روسي لأوكرانيا، وقواتنا موجودة داخل أراضينا ولا تشكل تهديدا لأحد".
ضحايا وقصف متبادل
وقال الجيش الأوكراني إن جنديا أصيب بجروح صباح اليوم الأحد، وأصيب مدنيان بجروح جراء قصف نفذه الانفصاليون الموالون لروسيا على بلدات عدة في إقليم دونباس؛ مما ألحق أيضا أضرارا بنحو 33 منزلا.
واتهم الانفصاليون في لوغانسك الجيش الأوكراني بخرق وقف إطلاق النار 49 مرة خلال 24 ساعة، وقالوا إن قصف الجيش على منطقة بيونيرسكا أدى إلى مقتل مدنيين اثنين.
وفي دونيتسك، قال الانفصاليون إن قواتهم نفذت عملية عسكرية قرب المطار، وأحبطت عمليات تخريب خطط لها الجيش الأوكراني.
وقال المتحدث باسم قوات دونيتسك الانفصالية للجزيرة إن المدفعية الأوكرانية استهدفت 32 حيًّا سكنيا خلال 24 ساعة.
وبسبب القصف، قالت شركة الطيران الإسكندنافية للجزيرة "أوقفنا رحلاتنا من وإلى أوكرانيا، وسنتجنب أجواءها خلال الأيام المقبلة".
في الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال زيلينسكي "نحن مع تفعيل عملية السلام ونؤيد اجتماعا فوريا لمجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس".
توتر واستعداد
وأغلق الجيش الأوكراني معبر الحدود "ششاستيا" -بين أوكرانيا والانفصاليين في إقليم دونباس- أمام حركة المركبات والمشاة، اعتبارا من صباح اليوم بعد تعرضه لقصف عنيف، وهو أحد المعابر التي تم تحديثها في الخريف الماضي على خط وقف إطلاق النار لخدمة منطقة لوغانسك.
وعزز الجيش الأوكراني انتشاره العسكري في بلدة "أفديفكا" القريبة من معبر ششاستيا.
وأغلق حرس الحدود الروسي كافة المعابر مع إقليم دونباس، وقصرها على عبور المدنيين نحو مقاطعة روستوف فقط.
ويقدّم متطوعون وعسكريون متقاعدون في أوكرانيا تدريبات عسكرية للمدنيين في العاصمة كييف، ويشارك فيها مدنيون من مختلف الفئات العمرية، وبينهم نساء.
وتشمل التدريبات 4 مراحل: الإسعافات الأولية، واستخدام السلاح، واستخدام الخريطة، وتقديم معلومات أساسية حول المتفجرات.
عمليات الإجلاء
ومع تواصل العمليات الحربية في دونباس ودونيتسك، يتدفق المزيد من المدنيين عبر المعابر المتوفرة إلى روسيا، حيث أقيمت مخيمات مؤقتة لإيوائهم.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية اليوم الأحد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ من إقليم دونباس إلى الأراضي الروسية منذ بدء عمليات الإجلاء.
كما أعلنت الوزارة خططا لإجلاء أكثر من 5 آلاف مدني، وقالت إن 6 قطارات ستنقلهم إلى مقاطعات محاذية لأوكرانيا، في حين ستنقل الدفعات الجديدة من اللاجئين إلى نحو 30 إقليما روسيا مستعدا لاستقبالهم.
تمديد المناورات
في التطورات الميدانية أيضا، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر رئاسي في باريس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته سحب القوات الروسية من بيلاروسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية مساء اليوم عودة جنود وحدة الصواريخ إلى مكان انتشارهم الدائم، بعد تدريبات "عزم الحلفاء" المشتركة مع روسيا.
وقبل ساعات، أعلنت الوزارة اتخاذ بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قرار الاستمرار في اختبار الجهوزية القتالية لقوات الرد السريع لكلا البلدين.
وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين إن القرار يأتي بسبب زيادة النشاط العسكري قرب حدود البلدين، وتفاقم الوضع في إقليم دونباس؛ وأشار إلى أن التدريبات المشتركة أظهرت أن لدى مينسك وموسكو بنية تحتية جاهزة للرد السريع على التهديدات العسكرية، حسب تعبيره.
وكان من المقرر أن تنتهي المناورات اليوم الأحد، وتزيد خطوة التمديد الضغوط على أوكرانيا التي يحذر الغرب من أنها قد تتعرض لغزو وشيك من جانب روسيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن استمرار المناورات الروسية البيلاروسية يجعل بلاده أكثر قلقا بشأن غزو أوكرانيا، موضحا أن كل ما يحدث يشير إلى أن الغزو بات وشيكا.
ولليوم الثاني على التوالي، تستمر مناورات "الردع الإستراتيجي" الروسية بإشراف بوتين، وباستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة، ومن البر والبحر والجو.
وتشارك في المناورات مختلف الوحدات لقوات الفضاء، والمنطقة العسكرية الجنوبية، وقوة الصواريخ، وأسطولا بحر الشمال والبحر الأسود.
وأطلقت السفن والغواصات والقاذفات الإستراتيجية الروسية صواريخ "تسيركون" و"كينجال" و"كاليبر" في المناورات، في حين أطلقت الغواصة النووية الروسية "كاريليا" الصاروخ العابر للقارات "سينيفا".
كما أطلق صاروخ "يارس" الباليستي ضمن المناورات الإستراتيجية الروسية التي تحاكي استخدام أسلحة نووية.
(الجزيرة)