قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في غارة أمريكية على سوريا "أزال تهديدا إرهابيا كبيرا".
وقال بايدن إن القرشي "فجر نفسه" ما أدى لمقتله ومقتل أفراد عائلته بعد أن حاصرته القوات الأمريكية خلال عملية عسكرية الليلة الماضية شمال غربي سوريا.
وأوضح بايدن أن الإعداد لهذه العملية استغرق شهورا.
وقال بايدن إن "القوات العسكرية الأمريكية أزالت بنجاح تهديدًا إرهابيًا كبيرًا للعالم، الزعيم العالمي لتنظيم الدولة".
وقال مسؤولون أمريكيون إن "التفجير الانتحاري" كان هائلا، وتسبب في إلقاء الجثث خارج المبنى وفي محيطه، وألقوا اللوم على تنظيم الدولة في جميع الإصابات بين المدنيين.
وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن، في إفادة للصحفيين عن المهمة، إن "جميع الضحايا في المنزل سقطوا نتيجة أعمال إرهابية لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داخل المبنى"، لكنه رفض تقديم تقدير لعدد القتلى من المدنيين.
وقال الرئيس الأمريكي: "بناء على أوامري، نجحت قوات أمريكية خاصة في شمال غربي سوريا في تنفيذ عملية في إطار مكافحة الإرهاب".
وأضاف بايدن: "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، أزحنا من الميدان أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية. وقد عاد جميع رجالنا سالمين من العملية".
وأفاد تقرير لصحيفة النيويورك تايمز بأن إحدى المروحيات تعطلت بسبب مشاكل تقنية، وإنها تحطمت في وقت لاحق في غارة جوية أمريكية.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن منزلا من طابقين يبدو قد استُهدف في الغارة، وإن شواهد تدل على معركة دموية شديدة وقعت.
وقالت مصادر محلية إن القوات الأمريكية لقيت مقاومة عنيفة على الأرض، حيث استخدم المسلحون أسلحة مضادة للطائرات محمولة على مركبات.
واستمر دويّ القصف المتبادل لنحو ساعتين قبل أن تغادر المروحيات.
ويعد القرشي الخليفة الثاني لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، وقد بويع لدى مقتل أبو بكر البغدادي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، مقتل 13 شخصا، بينهم أطفال ونساء، خلال عملية الإنزال الجوي الذي نفذته القوات الأمريكية الخاصة.
وتعدّ إدلب آخر الجيوب الكبيرة التي تسيطر عليها معارضة مسلحة تقاتل نظام بشار الأسد.
ويعتقد أن تكون المنطقة ملجأ لجهاديين أجانب على صلة بتنظيم القاعدة.
وأشار المرصد أن مروحيات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت إنزالا قرب مخيمات أطمة، بحثا عن مطلوبين جهاديين لم تتضح هوياتهم بعد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر في المعارضة المسلحة، رفض الإفصاح عن هويته، أن الغارة استهدفت جهاديا كان في ذلك التوقيت رفقة عائلته.
وقال المصدر إن عناصر من جماعة هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، هرعت إلى الموقع بعد الغارة.
وقال سكان من أطمة إن عددا من المروحيات هبطت في المكان قُرب منتصف ليل الأربعاء (00:22 بتوقيت غرينيتش) قبل أن يُسمع دوي قصف وإطلاق نار لمدة ساعتين.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن الغارة انتهت بمغادرة المروحيات للموقع، غير أن طائرات استطلاع مجهولة الهوية ظلت تحلّق في المكان.
ويعيش في هذه المنطقة الحدودية عشرات الآلاف من السوريين الذين شردتهم الحرب.
وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لمنازل مهدمة من جراء العملية الأمريكية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، إن العملية الأمريكية كانت الأكبر في شمال غربي سوريا منذ استهداف زعيم تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، على أيدي قوات خاصة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وكان البنتاغون أعلن قبل شهر عن مقتل "قيادي بارز" من جماعة حراس الدين.
ولم ترد تقارير حتى الآن بشأن هوية الأشخاص المستهدفين في هذه العملية الأمريكية، لكن تبادلا لإطلاق النار أثناء العملية يشير إلى مقاومة استمرت زهاء ساعتين، بحسب شهود عيان.
وكان يُطلَق على هيئة تحرير الشام اسم جبهة النصرة، والتي كانت بدورها جزءا من تنظيم القاعدة حتى عام 2016.
وكانت عناصر أجنبية قد انشقت عن الجماعة ودشّنت جماعة جديدة تحت اسم حُراس الدين، والتي تمّ تصنيفها تنظيما إرهابيا تعرّض لضربات خلال السنوات الماضية من قبل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ولسنوات، شنت قوات أمريكية غارات مستخدمة في معظمها طائرات مسيرة لاستهداف قيادات جهادية على صلة بتنظيم القاعدة في الشمال السوري.
ويسري في إدلب وقف لإطلاق النار منذ مارس/آذار 2020، لكنه يتعرض لخروقات بين الحين والآخر تسفر عن سقوط مدنيين إلى جانب مقاتلين مستهدفين.
وتسببت الحرب الأهلية في سوريا على مدى نحو أحد عشر عاما في مقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد أكثر من نصف السوريين داخل البلاد وخارجها.
(وكالات)