أعلنت الجزائر، اليوم الأربعاء، عن عودة سفيرها لدى فرنسا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على قرار سحبه، إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبرتها السلطات الجزائرية مسيئة.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود، "والذي يعود لمواصلة أداء مهامه بباريس، ابتداء من الخميس، السادس يناير (كانون الثاني) الجاري".
ويؤشر قرار عودة السفير الجزائري إلى تهدئة نسيبة للأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين منذ نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الجزائر في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث قدّم حينها التزامات وتأكيدات سياسية باحترام فرنسا السيادة الجزائرية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو التعليق على أحداث محلية في الجزائر.
وقال لودريان خلال تلك الزيارة، إنه "نقل رسالة سياسية إلى الرئيس الجزائري بشأن رغبة فرنسا في إنهاء الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين والعمل من أجل إذابة الجليد وسوء التفاهم الحاصل بين البلدين وإطلاق حوار فعلي بيننا كشركاء في ملفات تتعلق بأمن البلدين".
وكانت أزمة دبلوماسية حادة قد اندلعت بين الجزائر وفرنسا، دفعت الأولى إلى وقف الاتصالات الدبلوماسية مع باريس واستدعاء سفيرها للتشاور في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في أعقاب تصريحات الرئيس الفرنسي، والتي قال فيها إن الجزائر "لم تكن أمة قبل الاستعمار، وأن الرئيس تبون رهين نظام عسكري".
وبعد ذلك، أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، ورفض الرئيس الجزائري الاستجابة لدعوة الرئيس ماكرون للمشاركة في مؤتمر باريس حول ليبيا، وأوفد بدلا عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة، كما رفض الرئيس تبون الرد على اتصالات هاتفية من الرئيس ماكرون.
واشترطت الجزائر لإعادة تطبيع العلاقات مع باريس إعلان الأخيرة التزامات بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر أو التعليق حول قضايا تخص الداخل الجزائري، ووقف ما تعتبره حملات موجهة من قبل وسائل الإعلام الفرنسية المملوكة للحكومة ضد الجزائر.