يواصل السودانيون لليوم السابع على التوالي عصياناً مدنياً وإضراباً عاماً رفضاً لانقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
وبدت حركة الشوارع في العاصمة الخرطوم أقل بكثير عن الأيام المعتادة، إذ بقيت عدد من المحال التجارية مغلقة، فيما لم تعمل البنوك حتى الآن بشكل طبيعي، وسط دعوات نقابات البنوك إلى عدم العمل.
وتصرّ سلطات الانقلاب على قطع خدمة الإنترنت في البلاد، فيما فُتح عدد من الجسور والكباري الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
وشاهد "العربي الجديد" أرتالًا من السيارات العسكرية التابعة للجيش والدعم السريع تستعرض قوتها في منطقة شارع المطار أمام المواطنين، الذين لم يكترثوا كثيراً لها، قبل أن تتجه هذه الأرتال إلى جنوب الخرطوم.
ونظم السودانيون، أمس السبت، أكبر موكب مناهض للانقلاب في البلاد، حيث شارك فيه مئات الآلاف في الخرطوم وبقية المدن السودانية، فيما لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 167 آخرين.
ولم يصدر عن سلطات الانقلاب أي تعليق على الرفض الشعبي الواسع.
ووصلت إلى مشتركي شركات الاتصالات، اليوم الأحد، رسائل جديدة أكدت استمرار المد الثوري، خصوصاً العصيان المدني والإضراب العام. وأوضحت الرسائل أن موعد المواكب والمليونيات سيحدد في وقت لاحق. كما طالبت لجنة المعلمين، في بيان وزرعته أيضاً عبر خدمة الرسائل القصيرة، جموع المعلمين بمواصلة العصيان المدني والإضراب السياسي حتى سقوط الانقلاب العسكري.
وكانت الدراسة قد توقفت في الجامعات والمدارس الحكومية منذ الاثنين الماضي، وهو اليوم الذي أعلن فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
وقالت لجنة الأطباء المركزية، اليوم الأحد، إن 3 أشخاص قتلوا في موكب 30 أكتوبر/تشرين الأول، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ الانقلاب الأخير إلى 12 قتيلًا.
وأضافت اللجنة في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك" أن جملة الإصابات في مواكب الأمس وصلت إلى 167 إصابة، منها 11 بطلق ناري، وحالتان دهساً بعربة عسكرية، فيما أكدت إصابة 4 آخرين بكسور متعددة.
وأشارت اللجنة إلى أن ولاية الخرطوم كانت صاحبة النصيب الأكبر في عدد الإصابات، مؤكدة تسجيل حالة شلل تام لأحد الأشخاص نتيجة الضرب بالسلاح بشكل مباشر.
وفي تسجيل صوتي بثه القيادي بتجمع المهنيين في السودان محمد ناجي الأصم، أكد أن "الشعب السوداني متماسك وصلب وصامد في مواجهة انقلاب البرهان وحميدتي"، مشيرًا إلى أن "الشعب أرسل رسالته إلى العالم أنه لن يعود مجدداً للحكم العسكري الديكتاتوري الشمولي"، مبينًا أن "السودانيين سيواصلون الحفاظ على حقوقهم في الحرية والسلام والعدالة، وأن التخويف والإرهاب اللذين يمارسهما البرهان وحميدتي لن ينجحا في كسر إرادة الشعب الراغب والمتمسك بالمسار الديمقراطي".
واتهم الأصم سلطات الانقلاب بالتورط في محاولة اغتيال عضو المجلس المركزي لـ"الحرية والتغيير" طه عثمان إسحق قبل أيام، و"هي المحاولة التي راح ضحيتها سائقه مصطفى محي الدين"، مشيرا إلى أن المحاولة تأتي كجزء من محاولة إسكات الشعب بالمطاردة والاعتقالات والتخويف.
وحث الأصم المؤسسات النقابية والتنظيمات المهنية ولجان المقاومة على "مواصلة التصعيد الثوري والاستفادة من تجربة 3 سنوات لهزيمة الانقلاب نهائياً".
كما أصدر اتحاد اصحاب العمل بياناً دعم فيه العصيان المدني والإضراب العام، فيما أعلن رفضه المطلق للانقلاب العسكري.
(العربي الجديد)