أكد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، الخميس، أن لبنان ودار الفتوى حريصان على "أفضل مستوى ممكن" من العلاقات مع دول الخليج، مشددا على أن التعرض لهذه الدول "مرفوض".
وأعلنت السعودية والإمارات والكويت والبحرين، الأربعاء، أنها استدعت سفراء لبنان لديها، وأبلغتهم احتجاجها على مقابلة متلفزة مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (قبل تعيينه وزيرا في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي)، بُثت الإثنين، واعتبر خلالها أن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وقال دريان إن "التعرض للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة ولسائر دول مجلس التعاون الخليجي مرفوض من أي كان مهما علا شأنه، إلا من له نوايا سيئة ويحمل في نفسه البغض والحقد والضغينة لدول قدمت للبنان الكثير من الدعم (..) على مدى عقود"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية).
وأضاف أن "لبنان ودار الفتوى يدينان ويشجبان ويستهجنان أي إساءة لهذه الدول، التي نريد أن تكون علاقاتنا معها على أفضل مستوى ممكن".
وتابع: "إننا بانتظار المعنيين في الدولة اللبنانية أن يقدموا على تصحيح ما ارتكب بحق الإخوة الأشقاء (...) لطي صفحة هذا الموضوع وعدم العودة لمثله حتى نتجنب الكثير من القضايا التي تؤثر سلبا على لبنان واللبنانيين".
ومنذ عام 2015، ينفذ تحالف، تقوده الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وتعليقا على أزمة تصريحات قرداحي، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الأربعاء، إن بلاده "حريصة على أطيب العلاقات" مع الدول العربية والخليجية.
وشددت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، على أن تصريح قرداحي "لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية".
فيما قال قرداحي، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إنه "لم يخطئ بحق أحد لكي يعتذر"، مؤكدا أن "مصلحة لبنان فوق كل مصلحة، ولا يجوز أن نبقى في لبنان عرضة للابتزاز، لا من دول ولا من سفراء ولا من أفراد".
وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات من آن إلى آخر، ففي مايو/أيار الماضي، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.
المصدر: الأناضول