حمّل الأردن، الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية التصعيد الذي تزامن مع "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلة، وطالبها بالكف عن اعتداءاتها واستفزازاتها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، شارك نحو 5 آلاف مستوطن في "مسيرة الأعلام" الاستفزازية بالقدس المحتلة، واقتحموا منطقة باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في المدينة، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، في بيان، إننا "ندين سماح السلطات الإسرائيلية بتنفيذ المسيرة".
ورفض الفايز، "اعتداءات القوات الإسرائيلية على المقدسيين في منطقة باب العامود وفي البلدة القديمة وفي مناطق متعددة في القدس المحتلة".
كما أدان "الهتافات والشعارات العنصرية والتحريضية" التي أطلقها المستوطنون خلال المسيرة.
واعتبر الفايز أن هذه التصرفات "تتنافى مع كافة الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة وخفض التصعيد والعنف".
من جهته قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 27 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس.
واعتدت قوات الاحتلال على عدد من الشاب بالضرب، كما نصبت شرطة الاحتلال الحواجز الحديدية لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى المنطقة والخروج منها.
وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 6 شبان فلسطينيين في القدس المحتلة بتهمة الإخلال بالنظام، وأشار شهود عيان إلى أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت أيضا باب الساهرة القريب.
وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، في شوارع السلطان سليمان ونابلس والمصرارة، المؤدية إلى باب العامود.
ووضعت الشرطة الإسرائيلية حواجز حديدية في الطرق المؤدية إلى باب العامود لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة.
وكان المستوطنون قد وصلوا إلى ساحة باب العامود وأدوا رقصاتهم، ثم توجهوا إلى حائط البراق، وسط توتر شاب المسيرة واعتداء شرطة الاحتلال على من تبقى من الفلسطينيين الذين تمكنوا من البقاء قرب الساحة حيث أجلت جميع من كانوا فيها قبيل وصلو مسيرة المستوطنين.
مواجهات الضفة
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق بالضفة الغربية المحتلة، وأفاد مراسل الأناضول بأن الشبان رشقوا الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما رد الجيش بإطلاق قنابل الغاز المدمع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وجنوبي الضفة، قمع الجيش الإسرائيلي مسيرة في مدينة بيت لحم، خرجت من منطقة باب الزقاق، ومرورا بشارع القدس الخليل، وصولا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم عند محيط مسجد بلال بن رباح، وذلك تنديدا بمسيرة المستوطنين.
وأصيب العشرات من المشاركين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
كما شهدت مدينة الخليل، اندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب (شمالي المدينة)، أصيب خلالها العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز.
ووسط الضفة، اندلعت مواجهات في رام الله، عند حاجز بيت أيل (المدخل الشمالي للمدينة)، أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق.
وفي غزة، انطلقت تظاهرات غاضبة بمشاركة المئات من الفلسطينيين، رفضا "لمسيرة الأعلام"، وأفاد مراسل الأناضول بقطاع غزة، بأن المشاركين في المسيرة رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منها "القدس لنا" و"على القدس رايحين شباب بالملايين".
وأطلق شبان فلسطينيون اليوم بالونات حارقة من الشريط الحدودي (شرقي قطاع غزة) باتجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية.
وفي وقت سابق، أصيب شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب السياج الأمني الفاصل (جنوبي القطاع).
قوات الاحتلال تكثف وجودها في البلدة القديمة من القدس المحتلة قبيل انطلاق ما يسمى "مسيرة الأعلام" (الفرنسية)
وكان من المقرر أن تنظم المسيرة الشهر الماضي بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري؛ لكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
وكان مقررا تنظيم مسيرة الأعلام، في 10 مايو/أيار الماضي، بمناسبة ذكرى احتلال مدينة القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.
لكن تم تأجيلها إثر مواجهة عسكرية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بين 10 و21 من ذلك الشهر، انتهت بالتوصل لوقف إطلاق نار بين الطرفين بوساطة مصرية.
ووجه ناشطون فلسطينيون دعوات، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في باب العامود، بالتزامن مع "مسيرة الأعلام"، التي يصفونها بـ"الاستفزازية".
وحذر مسؤولون وأحزاب فلسطينية من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة في 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
المصدر: وكالات