قال مسؤول كردي والتلفزيون السوري إن القوات الكردية اتفقت مع القوات الحكومية السورية على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ الساعة الثانية ظهرا (1100 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء لوقف القتال في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.
وذكر مسؤول كردي والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الكردية تسيطر بشكل شبه كامل على مدينة الحسكة يوم الثلاثاء بعدما قاتلت جماعات موالية للحكومة لكن بعض المسؤولين الحكوميين ما زالوا يتحصنون في مبان بوسط المدينة.
وتمثل معركة الحسكة أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب ودمشق منذ نشوب الصراع قبل أكثر من خمس سنوات وسيكون الانتصار فيها دفعة قوية للأكراد رغم الجهود التركية للحد من مكاسبهم.
وبدأت أنقرة التي تحارب المسلحين من الأقلية الكردية فيها تكثيف الجهود للحد من تنامي نفوذ الأكراد في سوريا حيث تدعم جماعات سنية عربية تعادي وحدات حماية الشعب أيضا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وجود المسؤولين الحكوميين المتبقين في الحسكة يقتصر على عدد قليل من المباني في وسط المدينة يوم الثلاثاء وإن باقي المدينة تحت السيطرة الكردية.
وأضاف أنه حتى إذا ظل هناك وجود رمزي للجماعات الموالية للحكومة فإنها هزيمة كبيرة للنظام في الحسكة.
وتسيطر وحدات حماية الشعب وهي جزء مهم من الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات من شمال سوريا حيث أقامت الجماعات الكردية حكما ذاتيا بعيدا عن دمشق منذ بدء الصراع في 2011.
وقال ناصر حاج منصور وهو مسؤول كردي "الأغلبية العظمى من المدينة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب والأسايش باستثناء المنطقة الأمنية." وأضاف أنه لا تزال هناك بعض الاشتباكات.
والأسايش هي قوة الأمن التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية.
ووصف المسؤول النتيجة بأنها "خطوة للأمام" للجماعات الكردية التي ترغب في التوصل إلى تسوية الحرب السورية بإقامة كيان اتحادي بهدف حماية حكمها الذاتي. وقال المرصد إن القوات الكردية انتزعت أيضا السيطرة على خمس قرى من مقاتلين موالين للحكومة.
وتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا مسافة 400 كيلومتر من الحدود مع تركيا بدءا من الحدود مع العراق إلى نهر الفرات علاوة على جيب من الأراضي في شمال غرب سوريا يعرف باسم عفرين.
وذكرت قناة (ان.تي.في) التلفزيونية نقلا عن الجيش التركي أنه رد بإطلاق نيران المدفعية على أهداف عبر الحدود في شمال سوريا يوم الثلاثاء بعد سقوط قذائف مورتر وصواريخ من سوريا على بلدتين تركيتين حدوديتين.
وأضافت القناة أن الجيش التركي أطلق 40 قذيفة على أربعة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا قرب المكان الذي يستعد فيه مقاتلو معارضة سوريون تدعمهم تركيا لقتال الدولة الإسلامية بهدف السيطرة على بلدة جرابلس الاستراتيجية.
* اغتيال قائد عسكري
وامتد نفوذ الأكراد هذا الشهر عندما انتزع تحالف لجماعات مقاتلة تدعمه الولايات المتحدة ويشمل وحدات حماية الشعب السيطرة على مدينة منبج من قبضة الدولة الإسلامية غربي نهر الفرات.
وقالت تركيا إنها تتوقع انسحاب المقاتلين الأكراد إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وتؤيد تركيا عملية يتوقع أن تنفذها جماعات مقاتلة عربية سورية للسيطرة على بلدة جرابلس الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية وستحول دون سقوط البلدة أيضا في أيدي جماعات متحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية. وتبعد جرابلس 40 كيلومترا شمالي منبج.
وقال مسؤول تركي إن الجيش التركي قصف أهدافا كردية سورية 20 مرة بالمدفعية عند منبج يوم الاثنين. كما قصف أهدافا للدولة الإسلامية في جرابلس. وقال إن الهدف هو فتح ممر لمقاتلي المعارضة.
وتعادي الجماعات العربية المقاتلة التي من المقرر أن تشارك في عملية جرابلس وحدات حماية الشعب وقاتلتها باتجاه الغرب قرب حلب هذا العام.
ويعرف التحالف الذي تدعمه واشنطن ويضم وحدات حماية الشعب باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قائد "المجلس العسكري لجرابلس" الذي أعلن مؤخرا بهدف تنفيذ عملية للسيطرة على جرابلس بدعم من قوات سوريا الديمقراطية اغتيل يوم الاثنين. وقال المسؤول الكردي إن اثنين من "عملاء تركيا" اعتقلا على خلفية عملية القتل.