قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان "يرفضان أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق" في إشارة إلى الخلاف مع إثيوبيا بشأن تعبئة سد النهضة.
وأضافت في بيان "المرحلة الدقيقة التي يمر بها ملف سد النهضة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان" وأن السيسي والبرهان "اتفقا على تعزيز الجهود الثنائية والدولية للتوصل لاتفاق بشأن تعبئة سد النهضة".
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن "مصر والسودان توصلتا إلى رؤى تخدم مصالح الطرفين".
وأضاف -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري بالخرطوم- أنه ناقش مع السيسي جميع الملفات التي تدعم التعاون بين البلدين.
بدوره، أعلن الرئيس المصري أنه تم الاتفاق مع السودان على إعادة إطلاق مسار مفاوضات سد النهضة من خلال وساطة رباعية دولية.
وأكد السيسي توافق القاهرة والخرطوم على رفض أي تصرف أحادي من جانب إثيوبيا بشأن تعبئة سد النهضة.
ووصل الرئيس المصري في وقت سابق اليوم السبت إلى القصر الجمهوري بالسودان، وكان في استقباله البرهان وشخصيات أخرى سودانية.
كما التقى السيسي رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب ما نشرته وسائل إعلام مجلس الوزراء السوداني.
وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل، في حين تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.
وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس المصري للخرطوم بعد التغيير الذي حدث بالسودان في أبريل/نيسان 2019.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قد أعلنت، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري سامح شكري الثلاثاء الماضي، نبأ الزيارة. وقد وصف الوزيران قيام إثيوبيا بالمرحلة الثانية من ملء سد النهضة بشكل أحادي الصيف المقبل بأنه تهديد مباشر "للأمن المائي للبلدين".
وأكد الطرفان التمسّك باقتراح الخرطوم تشكيل لجنة رباعية دولية يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتوسط بالمفاوضات وإطلاقها في أقرب فرصة ممكنة.
ومن جانبها، أكدت الرئاسة المصرية موقفها الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب، ويحافظ على حقوقهما المائية.
غير أن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قال -ردا على المقترح السوداني- إن بلاده ترفض تدويل ملف سد النهضة، وتتمسك باتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث.
وفيما يتعلق بالأزمة الحدودية مع السودان، أكد أن "خيار أديس أبابا هو السلام لحل (هذا) الخلاف الحدودي" مستبعدا نشوب حرب مع البلدين.
من جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين إن الهدف الأسمى للمباحثات العسكرية المشتركة يتمثل في تحقيق الأمن القومي المشترك للبلدين والشعبين من خلال بناء قوات مسلحة مقتدرة بالدولتين.
المصدر: وكالات