قال وزير الإعلام السوداني، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الخرطوم سيطرت على معظم الأراضي التي يتهم الإثيوبيين بالتعدي عليها قرب الحدود بين السودان وإثيوبيا، وذلك بعد تصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع الصراع في إقليم تيغراي بشمالي إثيوبيا.
تشير وكالة رويترز إلى أن معظم الخلافات تتركز على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان، لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين القوات في السودان وإثيوبيا في الأسابيع الأخيرة، حيث اتهم كل من البلدين الآخر بالتحريض على العنف، كما أجرى البلدان محادثات هذا الأسبوع في الخرطوم وأديس أبابا حول تلك القضية.
من جانبه، أكد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح أن الخرطوم "تؤمن بالحوار لحل أي مشكلة"، لكنه أشار أيضاً إلى أن "جيش السودان سيقوم بواجبه لاسترجاع كل الأراضي، حالياً استعاد جيشنا ما بين 60 إلى 70% من الأراضي السودانية".
وتابع قائلاً إن القوات السودانية تحركت بشكل دفاعي، وإن الاشتباكات توقفت خلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن "تقارير الاستخبارات السودانية تشير إلى أن تنظيم وتدريب وتسليح القوات التي هاجمته ليست لميليشيا بل قوات نظامية".
وقبيل المحادثات هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين إن الجيش السوداني شن هجمات بدأت في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني.
حيث قال "المنتجات الزراعية للمزارعين الإثيوبيين تتعرض للنهب ويتم تخريب مخيماتهم، كما يمنعون من جني ثمار مزارعهم. كما قتل وأصيب عدد من المدنيين".
من جانبه، ألقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في بيان صدر الخميس، باللوم في أعمال العنف على أطراف قال إن لها "دوافع خفية لإثارة العداء والشك بين الشعبين".
كما وجّه آبي أحمد، الخميس، رسالةً مكتوبة باللغة العربية للشعب السوداني، قال فيها إن "مثل هذه الأحداث لا ترقى لأن تمثل العيش المشترك لشعبينا عبر تاريخهما المديد، وطموحاتهما في تحقيق التنمية والرخاء"، مؤكداً على أن حكومته عازمة على تجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات نهائياً على المناطق الحدودية مع السودان.
السبت 19 ديسمبر/كانون الأول، أعلن السودان إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا، وذلك لـ"استعادة أراضيه المغتصبة من ميليشيا إثيوبية" في منطقة الفشقة (شرق)، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
جاء هذا التطور بعد إعلان الجيش السوداني، في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سقوط خسائر في الأرواح والمعدات جراء تعرض قواته "لاعتداء" من "ميليشيا إثيوبية" داخل أراض قرب الفشقة.
ومنذ نحو 26 عاماً، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في "الفشقة"، بعد طردهم منها بقوة السلاح. وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.
كما أنه عادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف الاستيلاء على الموارد.
إذ شهدت تلك المنطقة أحداث عنف بين مزارعين من السودان وإثيوبيا، خصوصاً في موسم المطر، سقط خلالها قتلى وجرحى.
المصدر: رويترز