قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الأربعاء 19 أغسطس/آب 2020، إن "ضم إسرائيل لأراضٍ على نحو أحادي وبناء مستوطنات يدمر أي جهد للسلام"، مثمناً في الوقت ذاته أي جهد لتعليق هذه الإجراءات الأحادية.
يعتبر تصريح الوزير السعودي أول تعليق، غير مباشر، من الرياض على اتفاق التطبيع الذي وقعته حليفتها الإمارات مع إسرائيل، وأشادت به بعض الدول العربية بينما التزمت أخرى الصمت.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي في ألمانيا، مع نظيره الألماني هايكو ماس، إن "أي جهود تفضي للسلام في المنطقة وتعليق الضم يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية"، مؤكداً أن "المملكة ملتزمة بخطة السلام العربية، وهي الطريقة الوحيدة للوصول إلى حل للنزاع والتطبيع الإسرائيلي مع جميع الدول".
كما أضاف أنه "عندما نصل إلى السلام بين فلسطين وإسرائيل فإن كل شيء محتمل"، مشدداً على أن "الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب تعرقل فرص السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ووضع جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب والرجل الذي توسط لإنجاز صفقة الأسبوع الماضي، نصبَ عينيه إقناع الحليف العربي الرئيسي لأمريكا باتخاذ ما سماها "الخطوة التاريخية". ومع ذلك، وعلى الرغم من علاقاته الوثيقة مع ولي العهد محمد بن سلمان، فإن المهمة هذه المرة تظل أصعب بكثير من سابقتها.
يقول بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والمتخصص في الشؤون الخليجية، للصحيفة Financial Times البريطانية: "السعودية هي الهدف المنشود. لكن مع وجود الملك سلمان، وهو مؤمن حقيقي بالقضية الفلسطينية، فمن غير المرجح أن يحدث ذلك في أي وقت قريب".
منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، أقام صهره علاقات وثيقة مع جيل جديد من قادة الخليج: الإماراتي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتشارك كوشنر جلسات نقاش طويلة إلى أوقات متأخرة من الليل مع الأمير محمد، ووقف إلى جانبه بعد الانتقادات الشخصية الشديدة التي وجهت إليه في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
قد صرح كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، للصحفيين يوم الإثنين 17 أغسطس/آب، بأنه "قد أجرى كثير من المناقشات مع محمد بن سلمان حول [التطبيع المحتمل للعلاقات]، وأيضاً مع الملك سلمان"، وقال كوشنر للصحفيين إن ذلك سيكون أمراً "مفيداً جداً" للأعمال السعودية وللقطاع الدفاعي السعودي. وأضاف أن ذلك سيساعد الشعب الفلسطيني أيضاً.
على الجانب الآخر، قال مصدر مطلع على تفكير الرياض لـ "فايننشيال تايمز" إن السعودية "تختلف للغاية" عن الإمارات، رغم العلاقات الوثيقة بينهما. وقال المصدر: "الإمارات أصغر وليس لديها هذا العنصر الديني. وما لدى الإمارات لتخسره، أقل بكثير مما لدى السعودية، كما أن ما لديها لتقدمه أقل بكثير. ولدى السعوديين ما يقلقوا منه إذا فعلوا ذلك بالفعل لأن العالم الإسلامي بكامله سينتقدنا حينها".
عندما طرح ترامب في يناير/كانون الثاني خطته المجحفة للسلام، التي تنص على كون القدس عاصمةً لإسرائيل والتي رفضها الفلسطينيون، رفضها الملك سلمان علناً. ورغم العلاقة الوثيقة بين كوشنر والأمير محمد، غابت السعودية غياباً ملحوظاً عن مؤتمر اقتصادي بارز نظمه كوشنر لدعم خطته.
كما أن مكانة السعودية القيادية في العالم الإسلامي تجعل من غير المرجح أن تتبع المملكة خطى الإمارات. فالمملكة تستضيف أقدس موقعين إسلاميين في العالم وتصور نفسها على أنها الدولة القائدة والمدافعة عن الإسلام السني. وقال الملك سلمان، الذي يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، لمنظمة التعاون الإسلامي العام الماضي، إن القضية الفلسطينية تظل قضية جوهرية وأن المملكة "ترفض أي إجراءات تمس الموقف التاريخي والقانوني للقدس الشرقية". ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لأي دولة فلسطينية في المستقبل.
من جانبه، قال كوشنر للصحفيين يوم الإثنين الماضي: "للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني مكانة كبيرة جداً في قلب الملك سلمان، وفي قلب ولي العهد محمد بن سلمان أيضاً. إنهم يريدون أن يروا الشعب الفلسطيني يحظى بدولة".
المصدر: وكالات