تحدثت تقارير صحفية غربية عن أن الصين أعادت فتح أسواق لبيع الحيوانات البرية، يُعتقد أن فيروس كورونا القاتل بدأ منها بالانتشار، ليبدأ بالتفشي في المدن الصينية الواحدة تلو الأخرى، ثم اجتاح العالم ليقتل عشرات الآلاف من البشر حتى الأحد 5 أبريل/نيسان 2020.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية، عن إعادة الصين افتتاح أسواقٍ لبيع الحيوانات البرية، وهو ما أثار انزعاج مسؤولين بالولايات المتحدة وعديد من خبراء الصحة في العالم.
من جانبها تلتزم الصين الصمت حيال هذه التقارير، في وقت قللت فيه السلطات من القيود المفروضة على حركة السكان، وعودة جوانب عدة من الحياة إلى طبيعتها، كما أعادت عديد من الأسواق الشعبية فتح أبوابها.
شبكة CNN الأمريكية قالت إنه وسط "تباطؤ انتشار وباء كورونا في الصين، عادت الأسواق الرطبة (التي تُباع فيها الحيوانات) لتفتح أبوابها من جديد"، مشيرةً إلى أن "تلك الأسواق تُعد بالنسبة لكثيرين في الصين المصدر الوحيد لمنتجات اللحم، والمأكولات البحرية بأسعار معقولة"
من جانبه، ذكر موقع قناة Fox News الأمريكية، أن الحكومة الصينية سمحت بإعادة فتح بعض أسواق الحيوانات البرية في البلاد، وسط قول بكين إن الإصابات بفيروس كورونا آخذة في التناقص، لكن القناة أشارت إلى أن سوقاً للحيوانات في مدينة ووهان ما يزال مغلقاً.
قالت القناة نقلاً عن تقارير، إن "الخفافيش عادت من جديد إلى قائمة الطعام، مع إعادة فتح الأسواق الرطبة".
أما مجلة Newsweek الأمريكية، فنقلت الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، تصريحاً لمراسل صحيفة Daily Mail الذي زار سوقاً للحيوانات البرية في مدينة دونغ غوان جنوب الصين، وتحدث عن أن هذه الأسواق عادت للعمل بعد شهرين من إغلاقها.
يقول المراسل جورج نولز، إن أسواق الحيوانات البرية عادت للعمل بالطريقة نفسها التي كانت تعمل بها قبل بدء تفشي فيروس كورونا، لكنه لفت إلى أن الشيء الوحيد المختلف هو وجود عناصر من الأمن يحاولون منع أية محاولة لالتقاط الصور، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
ينقل مراسل الصحيفة وجهة النظر الحالية للصينيين حيال فيروس كورونا، قائلاً إن "الجميع هنا (في الصين) يعتقدون أن انتشار الفيروس مشكلةٌ أجنبيةٌ الآن، وأنه لم يعد هناك ما يدعو الصين إلى القلق".
أما عن المشاهد داخل الأسواق، فيقول نولز إنه "يتم حشر الكلاب والقطط الخائفة في أقفاص صدئة. ويتم بيع الخفافيش والعقارب كدواء تقليدي. وتقع الأرانب والبط المذبوح جنباً إلى جنب، على أرضية حجرية مغطاة بالدم والقذارة وبقايا الحيوانات".
كما نشرت الصحيفة البريطانية صورة من داخل أحد الأسواق تم التقاطها يوم 23 مارس/آذار 2020، تُظهر كلاباً داخل قفص، يبدو أنها تنتظر ذبحها لكي تُقدَّم كطعام.
حتى الآن لم يحسم العلماء المنشأ الرئيسي لفيروس كورونا، لكن نظريات عدة أشارت إلى أن الفيروس جاء من الخفافيش (التي عادة ما تُقدَّم كوجبة طعام في الصين)، ومنها انتقل الفيروس إلى حيوان آخر نقل بدوره العدوى إلى البشر في سوق بمدينة ووهان الصينية، وفقاً لموقع The Hill الأمريكي.
الحديث عن إعادة فتح الصين لأسواق الحيوانات الرطبة، أغضب مسؤولين أمريكيين وخبراء في الصحة.
ليندسي غراهام، السيناتور الأمريكي الجمهوري، أعرب عن غضبه من إعادة فتح أسواق الحيوانات بالصين، ودعا في تصريح لقناة Fox News الأمريكية، الجمعة 4 أبريل/نيسان 2020، الرئيس ترامب إلى الضغط على نظيره الصيني شي جين بينغ؛ من أجل إغلاق أسواق الحيوانات البرية في الصين بالقوة.
أشار غراهام إلى أن 3 أوبئة نشأت من انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان في الصين، وعلى الأرجح جاءت من الأسواق، مضيفاً أن 16% من الوفيات حول العالم سببها الأمراض المعدية، التي 60% منها تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.
السيناتور انتقد فكرة أكل الحيوانات، وقال إن “الناس يأكلون القطط والكلاب في أرجاء العالم، وإن ذلك جزء من روتينهم الغذائي! ينبغي لنا أن نوقف ذلك، نحن في القرن الـ21!”.
غراهام أوضح أن ما يود قوله للرئيس ترامب، هو أن يتصل الأخير بنظيره الصيني ويخبره بأن بكين أعادت فتح الأسواق الرطبة في ووهان، حيث يُعتقد أن منها جاء الفيروس، ويطلب منه إيقاف ما يتم فعله بالحيوانات هناك، حيث يتم تلويث الطعام والبشرية، مضيفاً أن “الخفافيش تنقل العدوى، وينبغي إيقاف تناولها”.
المصدر: عربي بوست