اندلعت احتجاجات في مختلف أنحاء إيران بعد أن أعلنت الحكومة على نحو مفاجئ عن زيادة في أسعار الوقود، حسب ما جاء في وسائل إعلام رسمية.
وارتفعت أسعار الوقود بنسبة 50 بالمئة، على الأقل، يوم الجمعة. وخفضت السلطات دعمها الكبير لأسعار الوقود في محاولة للتعامل مع تبعات العقوبات الأمريكية التي أثرت سلبا على الاقتصاد الإيراني.
وخرجت مظاهرات في عدد من المدن مساء الجمعة، وتفيد تقارير بأن الاحتجاجات استمرت السبت.
وعمد محتجون في طهران وكرج وشيراز وأصفهان إلى إطفاء محركات سياراتهم أو افتراش الشوارع في محاولة لشل حركة السير اعتراضا على قرار رفع أسعار الوقود.
ويجتمع الرئيس الإيراني حسن روحاني برئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس الشورى لبحث هذه الخطوة مجددا.
وتواجه إيران عقوبات صارمة على صادراتها النفطية إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقّع عام 2015.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن احتجاجات "شديدة" اندلعت في قرية سرجان وسط البلاد ليلة الجمعة، و"هاجم الناس مستودعا لتخزين الوقود في المدينة وحاولوا إضرام النار فيه".
وأضافت أن الشرطة تدخلت لتفريقهم.
كما قالت الوكالة الرسمية إن محتجين خرجوا في مدن أخرى منها مشهد وبيرجند والأهواز وجاشساران وعبادان وخورامشهر وماشهر وشيراز وبندر عباس.
وفي مدينة مشهد، وهي ثاني أكبر مدن إيران، أغلق عشرات المتظاهرين الغاضبين الطرق عبر مغادرة سياراتهم وتركها في الشوارع، بحسب تقارير إعلامية.
وبموجب الإجراءات الجديدة، يسمح لكل سائق بشراء 60 لترا من الوقود شهريا بسعر 15,000 ريال (ما يعادل 0.13 دولار) مقابل اللتر الواحد. ويكلف كل لتر إضافي 30,000 ريال.
وكان يسمح للسائقين في السابق بحد أقصاه 250 لترا بسعر 10،000 ريال لكل لتر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وتقول الحكومة إن عائدات تخفيض الدعم عن الوقود ستستخدم في الدفع النقدي للأسر ذات الدخل المنخفض.
وقال رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية، محمد باقر نوباخت، إنه ابتداء من الشهر الحالي، ستحصل 18 مليون أسرة على دفعات نقدية إضافية نتيجة لزيادة الأسعار.
كما أوضح، في تصريح تلفزيوني، أنه من المتوقع أن تبلغ عائدات الإجراء الجديد 300 تريليون ريال في السنة.
وقال الرئيس حسن روحاني يوم السبت إن 75 في المئة من الإيرانيين "يشعرون بضغط (العبء المالي)"، لكن العائدات الإضافية من رفع أسعار الوقود ستذهب لهم وليس لخزانة الدولة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعد أسعار الوقود في إيران من الأرخص على مستوى العالم بسبب الدعم الكبير من قبل الدولة وانخفاض قيمة عملة البلاد.
كما أن إيران واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم؛ إذ تقدر قيمة صادراتها بمليارات الدولارات كل عام.
وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران العام الماضي بعد انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الست.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية المثيرة للجدل، والسماح بدخول المفتشين الدوليين مقابل تخفيف العقوبات.
وأدت العقوبات إلى تراجع حاد في الاقتصاد الإيراني، مما دفع قيمة عملتها إلى مستويات قياسية في الانخفاض.
المصدر: وكالات