أعلنت الحكومة العراقية حظر التجول في العاصمة بغداد، الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، اعتباراً من منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً، في رابع يوم من تجدُّد الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي قُتل خلالها 200 شخص.
 
وقال التلفزيون العراقي إن قائد عمليات بغداد أصدر ذلك الأمر وحتى إشعار آخر.
 
وقد أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع، الإثنين، على طلاب بالمدارس والجامعات تحدَّوا تحذيرات رئيس الوزراء وشاركوا في الاحتجاجات، التي شهدت مقتل أكثر من 200 شخص خلال شهر.
 
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن أي شخص سيعطل العمل أو الدراسة سيلقى عقاباً شديداً. ويزداد موقف رئيس الوزراء صعوبة في مواجهة أكبر تحدٍّ له منذ توليه السلطة قبل نحو عام.
 
وبدأت الاحتجاجات الحاشدة، في بغداد ومدن أخرى بالجنوب، معقل الشيعة، على الصعوبات الاقتصادية في بداية الشهر الحالي، واستؤنفت يوم الجمعة بعد توقُّفٍ دامَ نحو أسبوعين.
 
وتجمَّع آلاف المحتجين العراقيين في ساحة التحرير بوسط بغداد، يوم الأحد، في تحدٍّ لحملة أمنية راح ضحيتها عشرات خلال اليومين الماضيين، ومداهمةٍ نفذتها قوات الأمن في أثناء الليل لتفريقهم.
 
وكان المتظاهرون يخشون تكرار المداهمة الليلة الماضية لكن ذلك لم يحدث، واقتصر الأمر على إطلاق الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر. وبعد مقتل 74 شخصاً على الأقل، مطلع الأسبوع، توقَّف العنف بعدما لم تسجَّل حالات وفاة في بغداد أو أي مكان آخر، في أثناء الليل. وقُتل نحو 231 شخصاً في أكتوبر/تشرين الأول.
 
وقد واجهت الشرطة العراقية المظاهرات في محاولة منها لإخمادها.
 
وأظهرت تسجيلات مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قوات الأمن وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على طلاب في أحد أحياء بغداد، اليوم الإثنين، مع انتشار الاحتجاجات إلى جيوب أخرى بالعاصمة. وأظهر أحد التسجيلات مجموعة من الطالبات وهن يركضن ويصرخن. وانضم الطلاب في خمس محافظات أخرى، معظمها بالجنوب، إلى الاحتجاجات.
 
وقال عباس محسن الحمزاوي الطالب بكلية الآثار: «خرجنا اليوم، من أجل أن نطالب بحقوقنا التي سُلبت منذ عام 2003، بعدما سلَّمتنا الحكومة الأمريكية إلى مجموعة من اللصوص والسُّرَّاق».
 
وأضاف الحمزاوي: «خرجنا اليوم، من أجل الحرية والكرامة والحياة الكريمة. ونطالب بإسقاط النظام، وإيقاف العمل بالدستور، وتشكيل حكومة طوارئ».
 
وعلى الرغم من الثروة النفطية الضخمة التي يملكها البلد العضو بمنظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، يعيش كثير من العراقيين في فقر، أو لا يحصلون على ما يكفي من المياه النقية والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. ويكافح العراق للانتعاش، بعد سنوات من الصراع في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أطاح بحكم صدام حسين.
 
ويلقي العراقيون باللوم على النخبة السياسية، التي يقولون إن أفرادها خاضعون إما للولايات المتحدة وإما لإيران، الحليفَين الرئيسيَّين للعراق.
 
وطالب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، رئيسَ الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، اليوم الإثنين، بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة تشرف عليها الأمم المتحدة وتخلو من الأحزاب السياسية الحالية.
 
وكانت كتلة الصدر التي حلَّت في المركز الأول بانتخابات العام الماضي، وساعدت في وصول تحالف عبدالمهدي الهش إلى السلطة، قالت السبت الماضي، إنها ستتحول للمعارضة إلى أن يتم الوفاء بمطالب المحتجين المناوئين للحكومة.