حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إيران بأنّها "تلعب بالنار" بعد إعلانها أن مخزونها من اليورانيوم المخصبّ تجاوز الحدّ المنصوص عليه في الاتّفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن.
ودعت إسرائيل الدول الأوروبية إلى فرض عقوبات على إيران في حين أعربت روسيا عن أسفها لكنها قالت إن خطوة إيران جاءت نتيجة الضغوط الأميركية التي دفعت بالاتفاق نحو الانهيار.
من جهتها، دعت بريطانيا طهران "إلى تجنب أي خطوات إضافية" خارج إطار الاتفاق النووي فيما قالت الأمم المتحدة إن على إيران احترام التزاماتها بموجب الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية "إسنا" إن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب تجاوز "حدّ الـ300 كلغ" المنصوص عليه في الاتفاق النووي. لكنه أشار غلى أن إيران قد تتراجع عن هذه الخطوة.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت لديه رسالة لإيران "إنهم يعرفون ماذا يفعلون. يعرفون بماذا يلعبون وأعتقد أنهم يلعبون بالنار".
وانسحبت الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات على إيران استهدفت الصادرات النفطية والمعاملات المالية وقطاعات أخرى.
وسعت طهران إلى الضغط على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق لانقاذه، فأعلنت في الثامن من أيار/مايو أنها لن تعود ملزمة بالحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة.
وتهدد طهران بالتخلي عن بنود إضافية من الاتفاق ما لم تساعدها الأطراف الموقعة الأخرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) في الالتفاف على العقوبات، وخصوصاً في بيع نفطها.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها لن يسمحوا لإيران أبداً بتطوير سلاح نووي"، مؤكّداً استعداد واشنطن للاستمرار في ممارسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية لإرغامها على التخلّي عن أي طموحات نووية.
وأفاد بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام "كان من الخطأ، في الاتفاق النووي الإيراني، السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أي مستوى".
وأضاف البيان أن "حتى قبل وجود الاتفاق، كانت إيران تنتهك بنوده". وردّ ظريف على ذلك الثلاثاء في تغريدة فكتب "بجد؟".
وشدد ظريف على أن إيران لم ترتكب خطأ. وقال عبر توتير "لم ننتهك الاتفاق النووي".
وأضاف أن إيران "ستتراجع" عن قرارها فور التزام الدول الأوروبية الثلاث بواجباتها" في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران باستخدام برنامجها النووي "لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصبّ تجاوز بالفعل الحدّ المسموح به، بحسب المتحدث باسم الوكالة الأممية.
وقال دبلوماسي في فيينا، مقرّ الوكالة الأممية، لفرانس برس إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصبّ تجاوز بكيلوغرامين حدّ الـ300 كلغ.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إن خطوة إيران "مؤسفة" لكنها "نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت مؤخراً" ونتيجة "ضغوط أميركية غير مسبوقة".
ودعا إلى "عدم المبالغة في تصوير خطورة الوضع"، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.
وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في تغريدة أن لندن "قلقة بشدة" ودعا إيران إلى "العودة إلى الالتزام" بالاتفاق النووي.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن "من الضروري" أن تلتزم إيران بالاتفاق.
المصدر: فرانس برس