أصبح دونالد ترامب أول رئيس أمريكي، لا يزال في منصبه، يعبر الحدود إلى كوريا الشمالية، وذلك بعد لقائه التاريخي مع زعيمها كيم جونغ أون في المنطقة منزوعة السلاح.
وقال كيم إنه من "الرائع" الاجتماع مع ترامب، مضيفا أنه لم يكن يتوقع أن يلتقي مع الرئيس الأمريكي في هذه المنطقة.
وتصافح الزعيمان أمام الكاميرات قبل عقد اجتماع دام ساعة، واتفقا على تشكيل فريقين لاستئناف المحادثات النووية.
وكان الاجتماع السابق بين ترامب وكيم، في شهر فبراير/شباط الماضي، قد انتهى دون إحراز تقدم في الطريق إلى نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية.
ووصف منتقدو اجتماع الزعيمين، وهو الثالث خلال سنة، بأنه لقاء استعراضي، إذ يرون أن على بيونغيانغ إثبات أنها جادة في التخلص من الأسلحة النووية.
ماذا حدث في المنطقة المنزوعة السلاح؟
تصافح الزعيمان في اللقاء، الذي تحقق بعد أن وجه ترامب الدعوة لكيم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والتقيا على الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين قبل أن يعبر ترامب الحدود إلى كوريا الشمالية في خطوة رمزية.
وقال كيم لضيفه "أرحب بك مجددا، لم أكن أتوقع أن نلتقي في هذا المكان".
فأجاب ترامب "لحظة تاريخية، تقدم هائل". وعبر كيم الحدود إلى كوريا الجنوبية رفقة ترامب.
وكان اللقاء قد وصف في البداية بأنه "تحية قصيرة"، لكنه تطور إلى اجتماع دام ساعة في بناية يطلق عليها اسم "بيت الحرية" على الجانب الكوري الجنوبي.
وانضم إلى اللقاء لفترة قصيرة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، في اجتماع ثلاثي غير مسبوق.
وفي حديث نادر إلى الصحافة، قال كيم إن اللقاء رمز للعلاقة الممتازة.
ومن جهته وصف ترامب العلاقة بين الجانبين بأنها "عظيمة"، ووصف يوم اللقاء بأنه "يوم عظيم للعالم أجمع"، وعبر عن إحساسه بالفخر لعبوره الخط الفاصل بين الكوريتين.
وكان أكثر من رئيس أمريكي قد زار المنطقة التي تفصل بين الكوريتين منذ نهاية الحرب عام 1953، بشكل أساسي للتعبير عن دعم كوريا الجنوبية.
وكان الرئيسان الأمريكيان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون قد زارا كوريا الشمالية، لكن بعد مغادرتهما البيت الأبيض.
ماذا نفهم من اللقاء؟
سيجتمع مفاوضون من البلدين في الأسابيع المقبلة لمواصلة النقاش حول برنامج كوريا الشمالية النووي، كما قال ترامب للصحفيين. وأضاف أنه "لا يبحث عن السرعة بقدر اهتمامه بتحقيق إنجاز".
وأضاف أن العقوبات المفروضة على بيونغيانغ ستبقى، مع أنه أبقى احتمال رفعها قائما. وقال أيضا إنه دعا كيم لزيارة واشنطن.
ويشكك منتقدون في أن يسفر اللقاء عن مكاسب مهمة في موضوع نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
وقالت سو مي تيري، التي عملت مساعدة في مجلس الأمن القومي الأمريكي مختصة بالشؤون الكورية، إن الاجتماع قد يسفر عن تقدم لو أعرب ترامب عن استعداده لقبول اتفاق جزئي بدلا من الاتفاق الشامل.
كيف تبدو العلاقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة؟
توترت العلاقات بعض الشيء منذ التقى ترامب وكيم في العاصمة الفيتنامية، هانوي، في فبراير/شباط، حيث انتهت القمة فجأة دون تحقيق تقدم في ملف نزع السلاح النووي الكوري الشمالي.
وأصر ترامب على أنه يتعين على كوريا الشمالية تفكيك ترسانتها النووية قبل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
لكن ترامب، الذي هدد كوريا الشمالية ذات مرة "بالنار والغضب"، تحدث بلهجة أكثر تصالحية مؤخرًا، واصفا كيم بأنه "رجل ذكي جدًا" وأنه يتوقع "الكثير من الأشياء الجيدة" من بيونغيانغ.
وكان ترامب أرسل، الأسبوع الماضي، خطابا شخصيًا للزعيم الكوري الشمالي، الذي أشاد من جانبه بمحتوى الخطاب ووصفة "بالممتاز".
وقال الرئيس الأمريكي خلال الشهر الجاري إن كوريا الشمالية تمتلك "إمكانات هائلة" تحت قيادة الزعيم كيم.
المصدر بي بي سي