قالت تركيا إن القرار الذي أصدره مجلس النواب الأمريكي، ودان فيه قرار شراء أنقرة منظومات دفاعية صاروخية من روسيا يمثل "تهديدا غير مقبول".
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية في أنقره أن القرار "لا يتوافق مع علاقات التحالف والصداقة العميقة بين البلدين".
يذكر أن العلاقات بين البلدين، وكلاهما من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تتسم بالتوتر على عدة مستويات اضافة إلى موضوع قرار تركيا شراء منظومات صواريخ S-400 الروسية.
فهناك خلافات بينهما حول احتجاز موظفين قنصليين أمريكيين في تركيا وموقفيهما المختلفين ازاء سوريا وايران ومسألة اقامة فتح الله غولين الذي تتهمه تركيا بالإرهاب والوقوف خلف محاولة 2016 الانقلابية في الولايات المتحدة ورفض الامريكيين تسليمه.
وتهدد المواجهة الأخيرة بين الجانبين بفرض عقوبات أمريكية على تركيا، مما سيشكل ضربة جديدة لاقتصادها المبتلى بالركود ويثير الشكوك حول الدور الذي تلعبه أنقره في حلف الأطلسي.
وكان قرار الكونغرس (المعنون "التعبير عن المخاوف حيال التحالف الأمريكي التركي")، الذي طرح للمناقشة في أيار / مايو الماضي، قد حصل على مصادقة مجلس النواب يوم أمس الإثنين.
وقال أليوت أنغل، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي يوم الإثنين "قلما نرى مثلها في العلاقات الدولية، ولكن هذه مسألة لا تقبل الحلول الوسط. فإما أن يلغي السيد أردوغان الصفقة الروسية أو لا يلغيها. ليس لتركيا مستقبل اذا أصرت على التزود بالاسلحة الروسية والطائرات الأمريكية. ليس هناك خيار ثالث."
ويحض القرار تركيا على الغاء خطط شراء الصواريخ الروسية ويدعو إلى فرض عقوبات على أنقره في حال تسلمت هذه الصواريخ - وهو أمر قد يحصل الشهر المقبل. وجاء في القرار أن تسلم تركيا لصواريخ روسية من شأنه تقويض حلف شمال الأطلسي.
وبدأت تداعيات القرار العملية يوم الإثنين، إذ قال مسؤولون أمريكيون إن قرارا اتخذ بالغاء برنامج تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلة F-35 المتطورة، ردا على قرار أنقره التزود بصواريخ روسية.
وتقول واشنطن بهذا الصدد إن تزود تركيا بصواريخ S-400 يشكل تهديدا لمقاتلات F-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية والتي يبلغ سعر الواحدة منها 90 مليون دولار.
وكانت تركيا تطمح لشراء اعداد من هذه الطائرات التي تساهم شركاتها في تطويرها. ولكن الأمريكيين يقولون إنه من غير الممكن أن يحصل الأتراك على الإثنين، الطائرات الأمريكية والصواريخ الروسية.
وجاء قرار منع الطيارين الأتراك من التدريب على المقاتلات المذكورة - والذي كان يجري في قاعدة لوك الجوية في ولاية أريزونا الأمريكية الجنوبية - بعد أيام فقط من احاطة وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان نظيره التركي خلوصي أكار علما أنه بامكان الطيارين الأتراك المكوث في الولايات المتحدة حتى نهاية شهر تموز / يوليو المقبل مما يفسح المجال لهم لمواصلة تدريباتهم وللحكومة التركية لاعادة النظر في موقفها.
ونقلت وكالة رويترز عن ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون يدعى الملازم الطيار مايك أندروز قوله "الوزارة على علم بأن الطيارين الأتراك في قاعدة لوك لا يحلّقون. ما لم تتغير السياسة التركية، سنواصل تعاوننا الوثيق مع حليفنا التركي من أجل إيقاف مساهمته في برنامج مقاتلات F-35."
ولكن يبدو أن تركيا مصرة على المضي قدما في خططها للتزود بالصواريخ الروسية، رغم التهديدات الأمريكية.
إذ كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال الأسبوع الماضي إنه "من غير الوارد" إن تنسحب تركيا من التعاقد الذي أبرمته مع روسيا.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد أكد في 22 أيار / مايو الماضي أن عسكريين أتراك موجودون في روسيا فعلا لتلقي التدريبات على منظومة S-400، وأن عسكريين روسا قد يأتون إلى تركيا للغرض نفسه.
المصدر: بي بي سي