صار تنظيم الدولة الإسلامية على شفا الهزيمة في آخر منطقة يسيطر عليها يوم السبت حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها توغلت في المعقل الأخير للتنظيم المتشدد قرب الحدود العراقية وذلك في تتويج لجهود مستمرة منذ أربعة أعوام لدحر المتشددين.
ورغم أن سقوط قرية الباغوز الواقعة على ضفة نهر الفرات بشرق سوريا سيعد حدثا مهما في الحملة ضد الدولة الإسلامية، فإن مقاتليها ما زالوا يمثلون تهديدا بسبب أساليب حرب العصابات التي ينتهجونها واستمرار سيطرتهم على بضع أراض مقفرة غربي القرية.
واتحدت قوات محلية ودولية لمواجهة التنظيم المتشدد بعد إعلان ما أسماه دولة ”الخلافة“ على أراض سيطر عليها في هجمات خاطفة بسوريا والعراق عام 2014.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي الدولة الإسلامية ومن المدنيين من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور. وكان هؤلاء تقهقروا إلى الباغوز مع طرد التنظيم تدريجيا من الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وعرقلت مغادرتهم الهجوم الأخير حتى مساء الجمعة عندما قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها تقدمت ولن تتوقف حتى إلحاق الهزيمة بالمتشددين.
وقال مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن القوات تتوقع أن تنتهي المعركة ”قريبا“. وأضاف أن القوات توغلت من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بأسلحة متوسطة وثقيلة.
وقال عدنان عفرين وهو قائد في قوات سوريا الديمقراطية إن مسلحي الدولة الإسلامية ردوا بالصواريخ والطائرات المسيرة وإن سبعة من مقاتلي القوات أصيبوا حتى الآن.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت في وقت سابق إن هناك عدة مئات من المقاتلين في الباغوز أغلبهم أجانب. وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إن هؤلاء الباقين هم الأكثر تشددا.
وتأجل الهجوم الأخير لقوات سوريا الديمقراطية على الجيب لأسابيع بسبب استخدام المتشددين المكثف للأنفاق وللدروع البشرية. ولم تستبعد القوات احتمال تسلل بعض المتشددين إلى خارج الجيب وسط المدنيين.
مركبة عسكرية بقرية الباغوز في دير الزور السورية يوم 17 فبراير شباط 2019. تصوير: رودي سعيد - رويترز
* ”موقف معقد“
عندما وصل مراسلون لمشارف القرية في حدود منتصف النهار، شاهدوا أعمدة من الدخان تتصاعد من الداخل لكن المشهد بدا هادئا. وحلقت طائرات حربية فوق المنطقة لكن لم تقع ضربات جوية وقتها.
وقال متحدث باسم التحالف، الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، إن من السابق لأوانه تقييم تقدم المعركة ”لأنه موقف معقد يتضمن العديد من المتغيرات“.
وقال قائد القوات يوم الخميس إنها ستعلن النصر بعد أسبوع، وهو ما تناقض لاحقا مع تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القوات استعادت السيطرة على كامل الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
ولواشنطن نحو 2000 جندي في سوريا ومهمتهم الأساسية دعم قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد الدولة الإسلامية. وأعلن ترامب في ديسمبر كانون الأول سحب جميع القوات، لكن البيت الأبيض تراجع جزئيا عن ذلك الشهر الماضي، قائلا إن نحو 400 جندي سيبقون هناك.
وخلال الشهور الثلاثة الماضية، غادر نحو 40 ألفا من مختلف الجنسيات الأراضي التي كان يسيطر عليها المتشددون، مع سعي قوات سوريا الديمقراطية إلى طردهم من كل الجيوب الباقية.
وتجاوز عدد من خرجوا من الباغوز التقديرات المبدئية. وقال عفرين لرويترز يوم الخميس إن كثيرين منهم كانوا يلوذون بكهوف وأنفاق تحت الأرض.
وقالت أرملة إندونيسية تبلغ من العمر 27 عاما خرجت من المنطقة يوم الجمعة إنها كانت تود البقاء في أراض تابعة للتنظيم المتشدد لكنها سلمت بأن الأوضاع أصبحت لا تحتمل.
وأضافت لرويترز ”لا أملك المال ولا الغذاء لطفلي ولا الدواء ولا شيء لطفلي لذلك يجب أن أخرج“.