مقتل "مرتزقة روس" بغارة أمريكية يكشف عن وجه خفي للتدخل العسكري الروسي في سوريا

بعد نحو أسبوع من الصمت، أعلنت موسكو الخميس مقتل خمسة مواطنين، لا ينتمون للجيش الروسي في الغارة الأمريكية على دير الزور شمال سوريا الأسبوع الماضي.
 
من جانبها، كشفت تقارير صحافية عن هوية القتلى الروس، مشيرة إلى تواجد مجموعات شبه عسكرية روسية "خفية" تدعم الجيش النظامي السوري، خاصة في استعادة ومراقبة المنشآت النفطية.

كشف مقتل عدد من الروس في غارات أمريكية على شرق سوريا، الدور المثير الذي يقوم به هؤلاء الذين يدعمون الجيش السوري على خط المواجهة الأول في معارك استعادة المنشآت النفطية.
 
ففي 7 شباط/فبراير 2018 أعلنت الولايات المتحدة أن غاراتها الجوية على منطقة دير الزور أوقعت مئة قتيل على الأقل بين مقاتلين مؤيدين لدمشق، وقالت إن غاراتها تلك كانت ردا على استهداف مقر المقاتلين الأكراد والعرب السوريين المدعومين من واشنطن.
 
أول مواجهة بين قوات شبه عسكرية روسية وعسكريين أمريكيين منذ الحرب الباردة
 
وتعكس تلك المعارك تعقيدات النزاع السوري حيث تتواجه قوى عالمية وإقليمية في صراع مصالح ولعبة تحالفات.
 
غير أنها أول مواجهة معروفة بين قوات شبه عسكرية روسية وعسكريين أمريكيين منذ الحرب الباردة.
 
وبحسب بعض وسائل الاعلام الروسية فان الهجوم شنته قوات موالية لسلطات دمشق بغرض استعادة السيطرة على حقول نفط.
 
وبعد أسبوع من الصمت، أعلنت روسيا الخميس أن خمسة مواطنين روسا قتلوا "على الأرجح" في الغارات الأمريكية مؤكدة أنهم لا ينتمون إلى الجيش الروسي.
 
من هم القتلى الروس؟
 
وتختلف مسيرة القتلى الروس وهم من القوميين.
 
ففلادمير لوغينوف الذي أعلن مقتله في 12 شباط/فبراير كان عضوا في منظمة شبه عسكرية روسية دعمت النظام إبان عهد القياصرة.
 
أما كيريل انانييف فهو ينتمي إلى منظمة "دروغايا روسيا" (روسيا أخرى) التي كان أسسها الكاتب القومي المتشدد إدوار ليمونوف.
 
وكتب ليمونوف على مدونته أن هؤلاء الرجال "لم ترسلهم الحكومة الروسية".
 
وظهرت أسماء أخرى وتعرفت مجموعة محللين روسا على تسعة منهم. لكن وسائل إعلام روسية أشارت إلى حصيلة أكبر تفوق 200 قتيل بحسب موقع زناك الذي أشار إلى مصادر داخل الأوساط شبه العسكرية.
 
كما أشارت تقارير إلى أنهم توجهوا إلى سوريا لحساب شركة أمن خاصة هي "مجموعة فاغنر".
 
وليس لمجموعة فاغنر أي وجود قانوني خصوصا وأن الشركات الأمنية الخاصة محظورة في روسيا. لكن تمت الإشارة مرارا لوجود عناصر هذه المجموعة في سوريا كما قتل عدد من المنتمين إليها أيضا في شرق أوكرانيا.
 
وبحسب صحيفة فونتانكا-رو التي أجرت عدة تحقيقات عن هذه المنظمة فإنها تعود إلى خريف 2015، أي الفترة التي شنت فيها روسيا غارات دعما للسلطات السورية.
 
وبحسب صحيفة "ار كي بي" فإن عدد مقاتليها تغير بحسب الفترات من 2500 في أوج المعارك إلى ألف كمعدل قبل تقليص عديدهم صيف 2016.
 
معسكر تدريب "فاغنر" وعلاقته بالسلطات الروسية
 
أورد موقع فونتانكا أنه حتى صيف 2016 كان معسكر تدريب "فاغنر" يقع في مولكينو قرب كرازنودار جنوب روسيا، في الموقع ذاته حيث تتمركز كتيبة للقوات الخاصة والاستخبارات العسكرية الروسية.
 
وحضر ديميتري أوتكين الضابط السابق في القوات الخاصة ومن مؤسسي فاغنر، احتفالا في الكرملين في 9 كانون الأول/ديسمبر 2016 لتكريم "أبطال" روس في سوريا.
 
وظهر عبر التلفزيون والتقطت له صور إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
وبحسب وسائل إعلام روسية فإن مجموعة فاغنر ممولة من ايفغيني بريغوجين وهو رجل أعمال من سان بطرسبورغ يلقب ب "طباخ بوتين" بعد أن جمع ثروة من نشاط في المطاعم وحصل على عدة عقود من الجيش الروسي.
 
وبرز مقاتلو فاغنر خصوصا في معركة تحرير تدمر التي استعيدت من المتطرفين الإسلاميين في آذار/مارس 2016. كما كلفت المجموعة بإسناد القوات النظامية السورية ميدانيا.
 
غير أن أسبوعية سوفيرشينكو سيكريتنو (سري جدا) قالت إن مهمة عناصر فاغنر تغيرت. وباتت مهمتهم تتمثل في "حراسة المنشآت النفطية".
 
وأسس بريغوجين عام 2016 منظمة أخرى أطلق عليها "يورو بوليس" بحسب فونتانكا. وتتمثل مهمتها في استعادة ومراقبة المنشآت النفطية لحساب السلطات السورية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر