قُتل 9 أشخاص في هجوم نفذه مسلح على كنيسة مارمينا بضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، صباح الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2017، قبل أن يُرديه شرطيون قتيلاً، في اعتداء يأتي قبل 9 أيام من احتفال أقباط مصر بأعياد الميلاد.
كما يأتي هذا الاعتداء بعد أقل من 9 أشهر على مقتل 45 شخصاً في اعتداءين استهدفا كنيستين بالإسكندرية وطنطا (شمال مصر)، خلال قداس عيد الشعانين في أبريل/نيسان/ الماضي، وشهرين على مقتل أكثر من 300 شخص في مذبحة مروعة استهدفت مسجداً بشمال سيناء في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأفاد مسؤول في وزارة الصحة للتلفزيون الرسمي، بأن الاعتداء على الكنيسة أوقع 10 قتلى، من بينهم المهاجم، مشيراً إلى أن هناك 5 جرحى، من بينهم شرطي.
وفتح المهاجم النار وأصاب 5 من عناصر الأمن المكلفين حماية كنيسة مارمينا، قبل أن يحاول اقتحام المبنى، لكن شرطيين أردوه قتيلاً، حسبما أفاد مسؤولون أمنيون.
وقال التلفزيون الرسمي إنه تم توقيف مهاجم ثانٍ مشارك في الهجوم على الكنيسة وبحوزته قنبلة، فيما نشر مصريون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قالوا إنه للمهاجم الذي قُتل، وبدا ملقياً على الأرض بعد إطلاق النار عليه.
وأغلقت الشرطة المصرية محيط منطقة الاعتداء، فيما تجمَّع الناس لمشاهدة آثار الاعتداء، في حين أن بقعاً من الدماء شوهدت بموقع الحراسة أمام الكنيسة.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2016، قُتل أكثر من 100 شخص في اعتداءات استهدفت 3 كنائس وحافلة تقل أقباطاً في عدد من مدن البلاد، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" هذه الاعتداءات، متوعداً بالمزيد.
ويشكل الأقباط المصريون أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط والأقدم في بلد غالبية سكانه من المسلمين السنّة؛ إذ يمثلون نحو 10 في المائة من سكان مصر، البالغ عددهم 95 مليون نسمة.
عام صعب على الأقباط
وتفرض السلطات المصرية إجراءات أمنية مشددة خارج الكنائس في أعقاب اعتداءين وقعا في أبريل/نيسان الماضي على كنيستي الإسكندرية وطنطا.
وبعدها بشهر، قُتل 29 شخصاً في هجوم شنه مسلحون في 26 مايو/أيار الماضي على حافلة كانت تقلّ أقباطاً لزيارة دير بمحافظة المنيا (وسط مصر)، في اعتداء دامٍ تبنّاه تنظيم داعش.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، قُتل 29 شخصاً في تفجير انتحاري تبناه "داعش" أيضاً.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قُتل 305 أشخاص بينهم 27 طفلاً، في اعتداء على مسجد "الروضة" بشمال سيناء، والذي مثَّل أسوأ اعتداء تشهده البلاد في تاريخها الحديث.
وعلى الرغم من عدم تبنّي أي تنظيم هذا الاعتداء المروع حتى الآن، أعلنت النيابة أن "نحو 30 مسلحاً يحملون عَلم تنظيم (الدولة الاسلامية) فتحوا النار على المصلّين خلال ادائهم صلاة الجمعة، في هجوم نادر على مسجد في مصر".
وإثر هذا الهجوم الدامي، أمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الجيش بإعادة فرض الأمن بسيناء في غضون ثلاثة أشهر، مع استخدام "كل القوة الغاشمة للقضاء على الإرهابيين"، حسب تعبيره.
ويشن الجيش المصري حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء للقضاء على الجهاديين.
ويأتي الهجوم على الكنيسة غداة مقتل ستة جنود مصريين، بينهم ضابط، في انفجار عبوة بآليتهم في أثناء عملية للجيش بشمال سيناء.
والأسبوع الماضي، أعلن تنظيم داعش عن هجوم بصاروخ على مروحية تابعة للجيش في مطار العريش بشمال سيناء في أثناء قيام وزيري الدفاع والداخلية بزيارة للمنطقة. ولم يصب أي من الوزيرين بأذى، ولكن ضابط جيش من العاملين مع وزير الدفاع وقائد المروحية قُتلا في الهجوم.
المصدر: أف ب