عقد مساء الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس،لقاء موسع ضم قيادة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعدد من أعضاء البرلمان الفرنسي لمناقشة المتغيرات الجاريةفي منطقةالشرق الاوسط، ودور النظام الايراني في زعزعة الامن والاستقرار في عدد من البلدان العربية وفي مقدمتها سوريا واليمن والعراق .
وبحث اللقاء الذي شارك فيه مئات المواطنين الإيرانيين والسوريين واليمنيين ،الموقف الفرنسي والأوروبي حيال التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط ، بالإضافة الموقف الاوروبي من المعارضة الايرانية وآلية دعمها ومساندتها حتى نيل حقوقها المشروعة .
وتحدث في هذا اللقاء كلا من السيدة مريم رجوي رئيس المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية ونواب الشعب الفرنسي دوم?ن?? لوفور، وم?شل ترو، ومارتين كريان، وبر?ج?ت آلان، وباس?ال دج?لهم، وف?ل?ب جوسلن وفدر?? را?س
.
وكذلك السفير لينكولن بلومفيلد المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي والسيد فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق والقاضي والنائب السابق فرانسوا كولكومبه والسيناتور جان بير ميشل.
وتطرق المتحدثون إلى دور الفاشية الدينية الحاكمة في إيران كعامل رئيس للحروب والأزمات وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
وطالبوا باتخاذ سياسة حاسمة من اوروبا والولايات المتحدة الأميركية تجاه نظام الملالي، مؤكدين أن هذه السياسة تعدّ من ضرورة اقرار السلام والديمقراطية في هذه المنطقة من العالم. إنهم ناشدوا الحكومة الفرنسية لقيادة حملة من أجل طرد قوات الحرس الإيراني والميلشيات التابعة له من سوريا والعراق.
نظام الملالي يقترب من السقوط :
والسيدة مريم رجوي رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي كانت ضيفة شرف هذا الاجتماع والمتحدثة الرئيسية فيه قالت أن هذا الإجتماع يأتي في عام مقبل مليء بتحولات غير مسبوقة في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي ، فالانتخابات في فرنسا على الأبواب وكذلك مهزلة الانتخابات في إيران
وأوضحت ان النظام الإيراني بموت رفسنجاني قد انهار أحد دعائمه مما جعله برمته يقترب إلى السقوط ، فرفسنجاني وخلال 38 عاما كان الرجل الثاني في النظام وقبة الميزان في النظام ونقطة التوازن في السلطة.
ونوهت إلى أن الحكم الديكتاتوري الديني يخاف اليوم من الانتفاضة خاصة وأمامه مهزلة الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل.
معللة ذلك بالقول أن الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات الاجتماعية في حالة ازدياد وكذلك آلاف التظاهرات والإضرابات التي جرت العام الماضي في طور التزايد من قبل العمال والمتقاعدين والمعلمين والممرّضين والطلاب وعوائل السجناء السياسيين.
فضلا عن ان عشرات السجناء السياسيون يوصلون أصواتهم من الزنزانات إلى أسماع العالم أكثر من أي وقت مضى، وكذلك عوائل الضحايا تتجرأ أن تطالب بمقاضاة النظام على كل جرائمه خاصة مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988.
وعن الدور الإيراني في زعزعة الامن في عدد البلدان العربية قالت السيدة رجوي ، أن العالم أدرك بأن نظام الملالي وقوات الحرس وحزب الله وغيرها من الميلشيات العميلة في سوريا ليس لهم دور في محاربة التطرف وداعش، بل إنهم موجودون هناك لإنقاذ ديكتاتور سوريا. مؤكدة أن النظام الإيراني الفاشي يبحث من خلال حضوره في سوريا ضمان سلطتهم المشينة في طهران ، وهو ما أكده خامنئي قبل أيام بقوله : لو لم نقاتل في سوريا لكان علينا أن نتصدى للعدو في طهران.
وتابعت قائلة : عندما يتم تطبيق وقف إطلاق النار، يعمل نظام الملالي جاهدا على خرقه. وكما يقول قادة المعارضة السورية نظام الملالي هو الطرف الوحيد الذي لا يريد السلام والتسوية ولا يرضى بأقل من حفظ بشار الأسد في السلطة. فهو الخاسر الأكبر لوقف إطلاق النار مشيرة الى انه مادام الحرس الثوري وميليشياته المسلحة موجودين في الأراضي السورية، فلا يوجد أي حل سياسي.
وفي هذا السياق قالت مريم رجوي : لكي تنعم سوريا وباقي البلدان العربية بالسلام لابد من طرد النظام الإيراني منها، وأن استتباب السلام والهدوء في المنطقة والعالم يتطلب إبداء الصرامة والحزم تجاه الأعمال الإرهابية لقوات الحرس الثوري ودورها المخرب في المنطقة.
وحيّت رجوي سياسة الرئيس فرانسوا هولاند حيال الشعب السوري. إنها كانت سياسة صحيحة مقابل ترك سوريا من قبل الإدارة الأمريكية. معتبرة إن نهاية عهد الرئيس الأمريكي الحالي لا تبقي لنظام طهران إلا أملا ضئيلا. ونظرا إلى فشل سياسة المهادنة فهناك حاجة ضرورية إلى تغيير السياسة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتهجيرهم وتشريدهم.
ودعت المسؤولين السياسيين الفرنسيين
إلى أخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار خاصة وعدم الرهان على إيران الملالي لأن الملالي باتوا من الماضي، بل يكون الرهان على قوى المستقبل، لإيران التي لن تكون سبب للأزمات على مستوى المنطقة بل تكون عامل الاستقرار في المنطقة.
واختتمت رئيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بالقول : لاجتثاث التطرف لا يمكن التحالف مع المتطرفين الآخرين فالتطرف تحت اسم الإسلام سواء بردائه السني أو الشيعي لا فرق بينهما في البربرية. لأنه لا أحد منهما يمثل الإسلام بل يشكلان نوعا من النظام الفاشي الديني. ولهذا السبب لا يجوز الشراكة مع الملالي بذريعة سياسة أمنية.
إستخدام الحزم:
النائب دومينيك لوفور بصفته رئيس اللجنة البرلمانية وعريف الاجتماع استهل الندوة بحديثه عن تركيز النواب الفرنسيين الذين تجمعوا في اللجنة البرلمانية من أجل إيران حرة ديمقراطية على قضية إيران منذ سنوات
وقال أننا كنواب فرنسيين نعتقد أن على إيران أن توقف جميع ممارساتها لزعزعة أمن البلدان الأخرى. مؤكدا انه لابد من استخدام الحزم حيال هذا النظام من أجل الوصول إلى هذا الهدف في مجال حقوق الإنسان ،خاصة في ما يتعلق بمجزرة العام 1988 واعدام أكثر من ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين والاعدامات الجماعية التي تجري هذه الأيام في إيران.
مصدّرة الازمات في الشرق الاوسط :-
بدوره جدد النائب ميشل ترو نائب رئيس اللجنة البرلمانية دعم أعضاء البرلمان الفرنسي من مختلف التيارات للمعارضة الايرانية حتى وصول إيران إلى الديمقراطية والسعادة والرفاهية.
وقال في مداخلته: منذ أكثر من عام كان الحديث يدور بيننا أنه هل إيران الملالي تعتبر حلاً لمشاكل الشرق الأوسط ام هي المشكلة وبعد نقاش طويل ودراسة معمّقة توصلنا إلى أنها هي المشكلة لأزمات الشرق الاوسط. مبينا أن هذا هو الدور الذي تلعبه إيران في العراق وفي سوريا واليمن وغيرهما من البلدان العربية من خلال المليشيات التابعة لها لزعزعة الامر والاستقرار في تلك البلدان .
نظام هشّ يعاني من أزمة الشرعية :
السفير لينكولن بلومفيلد هو الاخر أوضح أنه بدأ بدراسة الحالة السياسية الايرانية ومعارضتها في الخارج دراسة علمية معمقة ووضع الكثير من التساؤلات سعيا للوصول الى حقيقة مايجري في الداخل الايراني .
وقال السفير بلومفيلد : قبل حوالي ست سنوات أصبحت راغباً في دراسة المقاومة الإيرانية انطلاقا من رغبتي في الشرق الاوسط، وبعد سماع شهادات من أعضاء المقاومة الإيرانية حول ما يجري داخل ايران
وأضاف: وضعت أمامي هذه الاسئلة: لماذا هذا النظام ضالع في الإرهاب ولماذا يقوم بالقمع العنيف داخل ايران؟ ولماذا هذا النظام يبحث عن إمكانية الحصول على السلاح النووي؟ لماذا إنهم يدافعون عن نظام دكتاتوري لنظام بشار الأسد؟ ولماذا يسيطرون على بلد جار لهم كالعراق واليمن؟ لافتا إلى أنه وبعد أن بدأ بدراسته للردّ على هذه الأسئله وجد أن النظام الإيراني نظام هشّ يعاني من أزمة الشرعية ويصدر الحروب إلى عدد من بلدان الشرق الاوسط من أجل التستر على هذا الضعف
وتابع أحيانا هناك ناس في واشنطن يتذرعون بالاصلاح في داخل النظام بعد صعود الاصلاحيين الى السلطة.. مؤكدا أن وتيرة القمع ارتفعت عند ما جاء رفسنجاني وخاتمي وروحاني الى سدة الحكم .
دعم وتأييد :
النائب مارتين كريان بدوره عبّر عن تأييد اللجنة البرلمانية من أجل إيران حرة ديمقراطية في البرلمان الفرنسي ودعمها للمعارضة الإيرانية من أجل الوصول إلى نظام ديمقراطي يحكم إيران فيرعى الحقوق والحريات والعيش الكريم لأبنائه.
وقال كريان مخاطبا أعضاء مجلس المقاومة الايرانية: ناضلتم من أجل تحقيق هذه الأهداف النبيلة منذ سنوات طوال. متمنيا لمشروعهم النصالي أن ينتصر خلال العام الحالي 2017.
وأعرب النائب بريجيت آلان عن قلقه الشديد من انتهاكات النظام الإيراني المتزايدة لحقوق الإنسان منوها إلى أن الدفاع عن الحقوق العالمية للإنسان هي ميراث الثورة الفرنسية في العام 1789 والمجلس الوطني للمقاومة الفرنسية.
وقال النائب آلان، في مداخلته في الندوة: بصفتنا نواب البرلمان، فإن الظروف في إيران في مجال حقوق الإنسان تبعث للقلق الجاد لنا، فنحن نحن نقول لا للاعدام، لا للعقوبات المهينة، لا للقمع الذي يمارس كل يوم في ايران، مشيرا إلى أن في دفاع أعضاء البرلمان الفرنسي عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جاء بسبب تمسك الأخير بالحرية والمساواة وفصل الدين عند الدولة وبالتالي فإن الدفاع عنه هو دفاع عن حقوق الإنسان العالمية.