نشرت نيويورك تايمز افتتاحية عن حملة أخرى يقوم بها جيش ميانمار على أقلية الروهينغا المسلمة في البلاد، وأوردت فيها تفاصيل الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وأعربت عن خيبة الأمل في رئيسة البلاد الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي.
وقالت الصحيفة إن ميانمار ظلت سنوات طويلة تضطهد الروهينغا وتحرمهم من حقوق أساسية، مثل المواطنة والزواج وحرية العبادة والتعليم، قائلة إنه وبعد العنف الذي انطلق من المتطرفين البوذيين عام 2012 وطُرد خلاله عشرات الآلاف من الروهينغا من منازلهم اضطر كثيرون منهم للهروب في قوارب المهربين مخاطرين بحياتهم، وظل أكثر من مئة ألف آخرين يعيشون في معسكرات اعتقال مزرية.
وبدأ جيش ميانمار حملة أخرى حاليا ضد الروهينغا أسفرت عن اضطرار مئات منهم لعبور الحدود إلى بنغلاديش سعيا للأمن والمأوى من عنف الجيش المتصاعد.
رد فعل
وكانت الحملة الراهنة من الجيش بدأت كرد على مقتل تسعة من أفراد الشرطة على يد مسلحين في التاسع من الشهر الماضي بولاية أراكان، ولم تُعرف هوية المهاجمين، لكن الأنباء رددت افتراضات شملت جهات تراوحت بين عصابات المخدرات والإسلاميين المسلحين.
ومنذ ذلك اليوم قُتل أكثر من مئة من الروهينغا -معظمهم مدنيون- وأظهرت صور الأقمار الصناعية حرق 430 منزلا على الأقل شمال الولاية بين 22 أكتوبر/تشرين الأول والعاشر من الشهر الجاري.
وأضافت الصحيفة أن أنباء ترددت أيضا عن أعمال نهب وقتل واغتصاب نساء من قبل الجنود، ونفت الحكومة على لسان رئيس لجنة التحقيق في مقتل أفراد الشرطة، الذي قال إن الجنود لا يغتصبون نساء الروهينغا "لأنهن قذرات للغاية".
بطلة حقوق الإنسان
وانتقدت نيويورك تايمز رئيسة وزراء البلاد لإصرارها على أن الروهينغا ليسوا مواطنين، بل أجانب من بنغلاديش، ولقولها إن رد الحكومة على مقتل أفراد الشرطة كان في إطار القانون.
وأوردت أن المعونات الإنسانية أوقفت عن منطقة الروهينغا وأن منظمة اليونيسيف حذرت من أن آلاف الأطفال المصابين بسوء التغذية يواجهون خطر الجوع وانعدام الرعاية الطبية.
وطالبت الصحيفة حكومة ميانمار بضرورة السماح بوصول المعونات إلى المحتاجين، وإجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف، ودعوة الأمم لمساعدتها في ذلك، قائلة إذا كانت أونغ سان سو تشي حريصة على الدفاع عن سمعتها كبطلة لحقوق الإنسان، فيجب عليها دعوة الأمم المتحدة للتحقيق.