استهدفت القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية عند الطرف الشرقي لمدينة الموصل بنيران المدفعية وضربات جوية يوم الثلاثاء بعد يوم من وقوع اشتباكات لأول مرة داخل المدينة منذ بدء الهجوم.
وقال مراسل رويترز بالقرب من بزواية التي تبعد خمسة كيلومترات شرقي الموصل إن دخانا أسود شوهد في شرق المدينة وترددت أصداء نيران المدفعية بشكل متكرر.
كما تردد دوي انفجارات باتجاه الشرق.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب "حاليا نخوض معارك على الأحياء الشرقية لمدينة الموصل."
وأضاف "يكون الضغط من جميع الاتجاهات وبذلك تسهل عملية الدخول إلى المدينة."
وبعد أسبوعين من بدء القوات العراقية -المدعومة بمساندة برية وجوية مكثفة بقيادة الولايات المتحدة- حملة لاستعادة الموصل من قبضة الدولة الإسلامية نجحت القوات في تطهير العديد من القرى والبلدات في سهل نينوى شرقي المدينة وتتقدم على طول نهر دجلة من الجنوب.
لكن القتال داخل المدينة نفسها وهي أكبر معقل للمتشددين في العراق وما زال بها 1.5 مليون نسمة من سكانها قد يستغرق شهورا.
وهذاالهجوم -الذي تشارك فيه قوات مسلحة نظامية ووحدات مكافحة الإرهاب المتميزة والشرطة الاتحادية ومقاتلو البشمركة الأكراد ومقاتلون شيعة- هو الأكثر تعقيدا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
وحذر القادة من أن القتال قد يستغرق شهورا.
* تحذيرات من أزمة إنسانية محتملة
وفي بزواية قال حرس من جهاز مكافحة الإرهاب لرويترز إن انتحاريا يقود سيارة ملغومة حاول الهجوم على موقعهم في وقت مبكر اليوم لكنهم أوقفوه بنيران مدافع رشاشة. وشوهد حطام وأشلاء جسد المهاجم على حافة طريق قريب.
وإلى جانب الهجمات الانتحارية عرقل متشددو الدولة الإسلامية تقدم الجيش أيضا باستخدام قناصة ونيران مدفعية وقنابل وشراك خداعية داخل المباني المهجورة.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة وقرويون إنهم أيضا أخلوا قرى من آلاف المدنيين وأجبروهم على السير مع المقاتلين المنسحبين باتجاه الموصل لاستخدامهم "كدروع بشرية".
والموصل أكبر بكثير من أي مدينة أخرى تحت سيطرة الدولة الإسلامية سواء في العراق أو سوريا. وستعني استعادتها نهاية الجناح العراقي لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في أنحاء من البلدين قبل عامين على الرغم من تجاوز المتشددين انتكاسات سابقة في العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين إن القوات العراقية تحاول سد كافة طرق الفرار أمام الألوف من متشددي الدولة الإسلامية داخل الموصل.
وقال العبادي وهو يرتدى الزي العسكري للتلفزيون الرسمي "إن شاء الله هنقطع رأس الأفعى..ليس لهم مخرج ليس لهم مفر ما عليهم إلا الاستسلام إما يموتون أو يستسلمون."
وقالت الأمم المتحدة إن هجوم الموصل قد ينتج عنه أزمة إنسانية ونزوح محتمل للاجئين إذا أراد المدنيون داخل الموصل الهرب وتوقعت فرار ما يصل إلى مليون شخص في أسوأ الحالات.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 18 ألف شخص نزحوا منذ بدء الهجوم يوم 17 أكتوبر تشرين الأول الماضي باستثناء الذين أجبرهم المتشددون المنسحبون على العودة إلى الموصل.
وفي بزواية التي استعادتها القوات العراقية قبل يوم شوهد ما يزيد على عشرة مدنيين يخرجون من القرية ويلوحون برايات بيضاء ومعهم ماشيتهم المكونة من 200 شاه تقريبا وعدد قليل من الأبقار والحمير.
وقال الساعدي إن 500 مدني نقلوا بالفعل من بزواية إلى مخيم للنازحين بعيدا عن الخطوط الأمامية للقتال.
وأضاف "نحن نتوقع أن نصادف المزيد من المدنيين أثناء توغلنا داخل المدينة."