تواصل القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها التقدم المطرد صوب مدينة الموصل، ثاني كبريات المدن العراق، وباتت على مشارف المدينة بعد أسبوع من المعارك الطاحنة مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشنت القوات العراقية الهجوم، الإثنين الماضي، من ثلاثة جبهات هي: الشمال؛ حيث قوات البيشمركة (قوات الإقليم الكردي)، والشرق؛ وهي جبهة مشتركة بين الجيش العراقي و"البيشمركة"، فضلا عن مقاتلي العشائر السنية، وجبهة الجنوب المشتركة بين الجيش والشرطة ومقاتلي الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية موالية للحكومة).
وقال الخبير العسكري، صبحي الحمداني، عميد سابق في الجيش العراقي، للأناضول، إن "القوات العراقية أصبحت قريبة جدا من الأحياء السكنية التابعة لحدود بلدية الموصل".
الحمداني، أشار إلى أن المعركة ستنتقل من أطراف الموصل، التي وضع فيها "داعش" خطوطه الدفاعية، إلى مداخل المدينة وبعض الأحياء التي جعلها التنظيم خطوطا دفاعية له بعد انهيار الخطوط الأكبر في أطراف الموصل.
وأوضح الحمداني، وهو من سكان الموصل، للأناضول، أن "المحور الشمالي الذي يقوده الفريق أول الركن علي الفريجي، هو الأقرب إلى المدينة، إذا ما نجحت الفرقة 16 من اقتحام قضاء تلكيف، وإعلان السيطرة عليه، وبعده الدخول مباشرة إلى حي العربي، والذي يبعد مسافة خمسة كلم عن مشارف الموصل وليس مركزها، الذي يبعد 18كم".
وعلى الجبهة ذاتها، لفت الحمداني إلى أن "المحور الآخر من الجهة الشمالية هو للقادمين من محور النوران، ووصلوا حاليا إلى قرية خورسباد، بالنسبة للبيشمركة حيث ستتبادل الأدوار مع الجيش، وسيكون دخولها الى حي القاهرة، أول أحياء الموصل من هذه الجهة ويبعد بحدود أربعة كلم".
الخبير العسكري، أضاف أن "محور الخازر (شرق)؛ هو الآخر المحور القريب من الموصل، إذ بعد تحرير قرية برطلة، لم يبق أمام جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة الفريق الركن عبد الغني الأسدي إلا قرية خزنة، ثم الدخول بمناطق الموصل؛ بدءا بمنطقة كوكجلي، ثم حي الكرامة والقدس من الجهة الشرقية، وهذه المسافة بحدود سبعة كلم".
ويكمل الحمداني، في شرحه لبعد المسافات عن الموصل "المحور الثالث هو محور الكوير، جنوب شرق الموصل، والذي يقوده قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق، والذي تمكنت وحدات الفرقة التاسعة التي تعمل تحت إمرته من الدخول إلى قضاء الحمدانية، وبهذا تقف وحداته على مسافة 10 كلم من أول أحياء الموصل، وهي: حي سومر، ودوميز، وفلسطين، مرورا بمستشفى السلام".
وأردف الحمداني، في استعراضه أن "محور بعشيقة؛ شمال شرق الموصل، والذي بدأت قوات البيشمركة، هجوما لاستعادة الناحية، فإن نجحت فستكون على مسافة 6 كم تفصلها عن أول أحياء الموصل من هذه الجهة هي حي التحرير والزهراء المقابل له".
ولفت الحمداني إلى أن المحور الجنوبي، وتحديدا من ناحية القيارة الذي يقوده الفريق رائد شاكر جودت، هو الأبعد حتى الآن، لكنه يحقق تقدما سريعا وملحوظا، ووصل إلى مشارف ناحية حمام العليل، 20 كلم جنوب الموصل، لكن أقرب المناطق التي سيدخلها هي بوابة بغداد".
واستدرك الخبير العسكري، قائلا إن "كل ما جرى شرحه، مبني على ما إذا تقدمت الوحدات العسكرية على الطرق الرئيسية والعامة باتجاه الموصل، ما لم تسلك طرقا أخرى فرعية وترابية، قد تغير خارطة الأحياء التي تدخلها".
والموصل الواقعة على بعد نحو 400 كلم شمال بغداد، تعد آخر معقل رئيسي لـ"داعش"، وأكبر مدينة في قبضة التنظيم الإرهابي بالعراق وسوريا.
وتقول الحكومة العراقية إنها ستنتزع المدينة من "داعش" قبل حلول نهاية 2016.
وقال ضابط عراقي، إن القوات المسلحة المشتركة تواصل التقدم نحو مركز الموصل من المحاور كافة.
وأوضح العقيد أحمد الطيب، الضابط في حركات قيادة عمليات نينوى للأناضول، أن "القوات المسلحة المشتركة تمكنت، من فرض سيطرتها على منطقة القوسيات شمال الموصل، فيما أكملت القوات عملية تطويق تلكيف، من جميع الجهات تمهيدا لاقتحامها".
وأشار إلى أن "العلم العراقي سوف يرفع فوق قائممقامية قضاء تلكيف، خلال الساعات القادمة".
وعن العمليات العسكرية في محور جنوب الموصل، أوضح الطيب أن "هذا المحور يعد من أصعب محاور القتال التي تخوض قوات الجيش معارك فيه، نظرا لأن هناك مئات القرى التي يسكنها المدنيون العزل، واعتماد التنظيم على المفخخات والعبوات الناسفة والبراميل المتفجرة في إعاقة تقدم القوات".
وأضاف الطيب أن "العمليات العسكرية في محور بعشيقة مازالت قيد التحضير فيما تنتظر القوات المسلحة المتمركزة في محور أسكي ـ الموصل بانتظار أوامر التحرك للهجوم على مواقع التنظيم".
وبالتوازي مع اقتراب القوات العراقية من الموصل، تزداد مخاوف اهالي المدينة من تجاوزات بحقهم من جانب داعش والميليشيات الطائفية على السواء، وهي المخاوف التي يوؤيدها كثير من المراقبين والشخصيات العراقية الذين استطلعت اراءهم الاناضول في الايام الاخيرة.