اللاعب "بلعيدي" حرا بعد عام من الاعتقال.. ماذا عن أمثاله من الأبرياء في سجون الإمارات باليمن؟

[ علاء بلعيدي لاعب نادي حسان والمنتخبات الوطنية ]

بعد أكثر من عام على اعتقاله دون تهمه، رأى علاء بلعيدي لاعب نادي حسان لكرة القدم بمحافظة أبين والمنتخبات الوطنية نور الحرية التي سلبتها منه قوات ما يسمى" الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات مثل عشرات الأشخاص الذين غيبتهم سجونها السرية والمعروفة.
 
وأكد شفيع العبد وكيل وزارة الشباب والرياضة، إطلاق سراح بلعيدي اليوم الثلاثاء بعد" عام من الاعتقال والإخفاء القسري-ربما يزيد قليلا- بتهمة الإرهاب دون التحقيق معه".
 
وعلق على الواقعة بصفحته على موقع فيسبوك" علاء، مثال لمئات المخفيين والمختطفين القابعين في السجون لإشباع نزوة الإرهاب المتحكمة في الجلادين الجدد".

 
اعتقال بلا تهمة وضغوط
 
قبل عام وشهرين كان علاء بمنزله بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي البلاد حينما داهمت منزله قوات" الحزام الأمني" بتهمة القرابة من القيادي في القاعدة جلال بلعيدي الذي لقي مصرعه قبل عام بضربة جوية لطائرة أمريكية دون طيار.
 
ومع أن أسرته نفت حينها هذه التهمة إلا أن القوات الموالية للإمارات نقلته من أبين إلى السجن المركزي بمحافظة عدن حيث قضى كل هذه الفترة دون إثبات التهمة الموجهه له أو التحقيق معه أو عرضه للقضاء.
 
وبعد رحلة نضال طويلة وشاقة خاضتها أسرته ومحبيه شملت الوقفات الاحتجاجية وتنظيم المسابقات الرياضية تضامنا معه وللتذكير بمعاناته وصولا لتدخل شخصيات سياسية وأخرى في الدولة، أُطلق سراحه وتثبتت الحقيقة الوحيدة وهي براءته مما نُسب إليه لكن دون رد اعتباره أو تعويضه عما لحقه وأسرته من أذى ومعاناة.
 
ظاهرة الاعتقالات والسجون
 
وتسلط قصة اعتقال بلعيدي الضوء على حالات كثيرة اعتقل أصحابها دون سبب أو تهمة واضحة وإنما لاتهامات كيدية يدفع ثمنها الأبرياء الذين يقضون شهورا طويلة من أعمارهم في السجون السرية التي تشرف عليها الإمارات والقوات المحلية الموالية لها.
 
وتعج السجون والمعتقلات السرية الكثيرة التي أنشأتها الإمارات في الجنوب بالمئات الذين جرى اعتقالهم وإخفاء بعضهم لفترات طويلة عن أسرهم تعرضوا خلالها لصنوف شتى من التعذيب وسط عجز فاضح من الحكومة الشرعية والمنظمات الحقوقية الدولية.

 
وباتت الاعتقالات دون سبب أو محاكمة لاحقة ظاهرة متزايدة بالجنوب الذي يخضع لسيطرة أبو ظبي والقوات التابعة لها مثل الحزام الأمني بمحافظات عدن وأبين ولحج والنخبة الشبوانية بمحافظة شبوة والنخبة الحضرمية بمحافظة حضرموت.
 
ونتيجة لهذا الوضع ومحاولة للضغط للتحرر من السجون، دخل أكثر من مائة معتقل بسجن بئر أحمد غرب عدن في إضراب عن الطعام منذ السبت للاحتجاج على استمرار اعتقالهم دون تهمة وللمطالبة بالإفراج عنهم.
 
نضال الأهالي الصعب
 
وتقول أسرهم التي نظمت وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء أمام المجمع القضائي بمديرية التواهي بعدن إن ثمانية من المعتقلين تدهورت حالتهم الصحية نقلوا على إثرها للمستشفى، وحمّلت القوات الإماراتية المسؤولية الكاملة عن حياة أبنائها.
 
وطالبت في بيان لها – وصل يمن شباب نت نسخة منه - بتقديم هؤلاء للمحاكمة، وتحديد تهم ضدهم ومعاقبتهم أو إطلاق سراحهم، وناشدت قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية والرأي العام والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بـ "إنقاذ حياة" المعتقلين المضربين عن الطعام في السجن.

 
وقال الأهالي إن قوات الإمارات -العاملة ضمن قوات التحالف التي تدير وتشرف على عدد من المعتقلات في عدن- ترفض السماح للأهالي والأسر بزيارة أبنائهم أو الإفصاح عن أماكن وظروف اعتقالهم وتحديد تهم ضدهم وتقديمهم للمحاكمة أو إطلاق سراحهم.
 
ويواجه صمت الحكومة حيال قضية المعتقلين بانتقادات واسعة لقبولها بإدارة سجون دون إشرافها مع يضعف الثقة الهشة بها في حمايتهم وصون كرامتهم وتقديم نموذجا مقنعا لإدارة الدولة بمناطق سيطرتها.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر